نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 100
و دفعته إليه، فاحتمله فدخل به مكة مردفه على بعيره، فقالت قريش: عبد المطلب ابتاعه.
فبها سمى شيبة: عبد المطلب. فقال المطلب: و يحكم إنما هو ابن أخى هاشم قدمت به من المدينة[1].
و ذكر الزبير أن شيبة إنما سمى عبد المطلب، لأن عمه المطلب لما قدم به من يثرب و دخل به مكة ضحوة مردفه خلفه و الناس فى أسواقهم و مجالسهم، قاموا يرحبون به و يقولون: من هذا معك؟ فيقول: عبد لى ابتعته بيثرب، فلما كان العشية ألبسه حلة ابتاعها له، ثم أجلسه فى مجلس بنى عبد مناف و أخبرهم خبره، فجعل بعد ذلك يخرج فى تلك الحلة فيطوف فى سكك مكة، و كان أحسن الناس، فيقولون: هذا عبد المطلب، لقول المطلب فيه ذلك، فلج اسمه عبد المطلب، و ترك شيبة.
و كان يقال لعبد المطلب: شيبة الحمد، و إنما سمى شيبة لأنه كان فى ذؤابته شعرة بيضاء.
ثم ولى عبد المطلب بن هاشم السقاية و الرفادة بعد عمه المطلب، فأقامها للناس و أقام لقومه ما كان آباؤه يقيمون لقومهم من أمرهم قبله، و شرف فى قومه شرفا لم يبلغه أحد من آبائه، و أحبه قومه و عظم خطره فيهم.
و يقال: كان يعرف فى عبد المطلب نور النبوة و هيبة الملك.
قال الزبير: و مكارم عبد المطلب أكثر من أن أحيط بها، كان سيد قريش غير مدافع نفسا و أبا و بيتا و جمالا و بهاء و فعالا و كمالا. فصلى الله على المنتخب من ذريته، المخصوص بأولية الفخر و آخريته، و على آله الأكرمين و عترته و سلم تسليما.
ذكر حفر عبد المطلب زمزم و ما يتصل بذلك من حديث مولد رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)
قد تقدم الخبر عن زمزم أنها بئر إسماعيل بن إبراهيم (عليهما السلام)، التي سقاه الله حين ظمأ و هو صغير.