المزدلفة مثل الميل عندها دينها الى المزدلفة قليلا و هو اقصى هذا الشعب فيه‌ [1] صخرة كبيرة و هي الصخرة التي لم أزل أسمع من أدركت من أهل العلم يزعم ان النبي (صلى اللّه عليه و سلم) بال خلفها، استتر بها، ثم لم تزل ايمة الحج تدخل هذا الشعب فتبول فيه و تتوضأ فيه الى اليوم، قال أبو محمد: احسب ان جد أبي الوليد أو هم و ذلك ان ابا يحيى بن ابي ميسرة اخبرني انه الشعب الذي في بطن المأزم على يمينك و أنت مقبل من عرفة بين الجبلين اذا افضيت من مضيق المأزمين و هو أقرب و أوصل بالطريق لأن الشعب الذي ذكره جد [2] أبي الوليد الأزرقي يبعد عن الطريق‌

ذكر المواضع التي يستحب فيها الصلاة بمكة و ما فيها من آثار النبي (صلى اللّه عليه و سلم) و ما صح من ذلك‌

قال أبو الوليد:

مولد النبي‌ [3]- اي البيت الذي ولد فيه النبي (صلى اللّه عليه و سلم) و هو في دار محمد بن يوسف اخي الخجاج بن يوسف‌ [4] كان عقيل بن ابي طالب أخذه حين هاجر النبي (صلى اللّه عليه و سلم) و فيه و في غيره يقول رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) عام حجة الوداع حين قيل له اين ننزل يا رسول اللّه؟ و هل ترك لنا عقيل من ظل؟ فلم يزل بيده و بيد ولده حتى باعه ولده من محمد يوسف فأدخله في داره التي يقال لها البيضاء و تعرف اليوم بابن يوسف، فلم يزل ذلك البيت في الدار حتى حجّت الخيزران ام الخليفتين موسى و هارون فجعلته مسجدا يصلى فيه و أخرجته من الدار و أشرعته في الزقاق الذي في اصل تلك الدار يقال له: زقاق المولد [5].

[1] كذا في ا، ج. و في د (و هو في اقصى هذا الخ) و في ه، و (و في اقصى هذا الشعب صخرة الخ).

[2] كذا في جميع الأصول. و في ه، و (جد) ساقطة.

[3] قد وضعنا عناوين المواضع من عندنا ليسهل معرفتها.

[4] كذا في ا، ج. و في د (اخا الحجاج) و في ه، و (اخي الحجاج بن يوسف) ساقطة.

[5] يسمى الشعب اليوم (شعب بني هاشم او شعب علي) و السوق (سوق الليل).