responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النشر فى القراءات العشر نویسنده : ابن الجزري    جلد : 1  صفحه : 33

ان على بن أبى طالب رضى الله عنه لما ولى الخلافة بعد ذلك لم ينكر حرفا ولا غيره مع أنه هو الراوى أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأمركم أن تقرءوا القرآن كما علمتم ، وهو القائل : لو وليت من المصاحف ما ولى عثمان لفعلت كما فعل ؛ والقراءات التى تواترت عندنا عن عثمان وعنه وعن ابن مسعود وأبى وغيرهم من الصحابة رضى الله عنهم لم يكن بينهم فيها إلا الخلاف اليسير المحفوظ بين القراء ؛ ثم إن الصحابة رضى الله عنهم لما كتبوا تلك المصاحف جردوها من النقط والشكل ليحتمله ما لم يكن فى العرضة الأخيرة مما صح عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وإنما أخلوا المصاحف من النقط والشكل لتكون دلالة الخط الواحد على كلا اللفظين المنقولين المسموعين المتلوّين شبيهة بدلالة اللفظ الواحد على كلا المعنيين المعقولين المفهومين فان الصحابة رضوان الله عليهم تلقوا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما أمره الله تعالى بتبليغه اليهم من القرآن لفظه ومعناه جميعا ولم يكونوا ليسقطوا شيئا من القرآن الثابت عنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولا يمنعوا من القراءة به.

( وأما ) هل القراءات التى يقرأ بها اليوم فى الأمصار جميع الأحرف السبعة أم بعضها؟ فان هذه المسألة تبتنى على الفصل المتقدم فان من عنده أنه لا يجوز للأمة ترك شىء من الأحرف السبعة يدعى أنها مستمرة النقل بالتواتر إلى اليوم وإلا تكون الأمة جميعها عصاة مخطئين فى ترك ما تركوا منه ، كيف وهم معصومون من ذلك؟ وأنت ترى ما فى هذا القول فان القراءات المشهورة اليوم عن السبعة والعشرة والثلاثة عشر بالنسبة إلى ما كان مشهورا فى الأعصار الأول قل من كثر ونزر من بحر فان من له اطلاع على ذلك يعرف علمه العلم اليقين وذلك أن القراء الذين أخذوا عن أولئك الائمة المتقدمين من السبعة وغيرهم كانوا أمما لا تحصى ، وطوائف لا تستقصى ، والذين أخذوا عنهم أيضا أكثر وهلم جرا ، فلما كانت المائة الثالثة واتسع الخرق وقل الضبط وكان علم الكتاب والسنة أوفر ما كان فى ذلك العصر تصدى بعض الأئمة لضبط ما رواه من القراءات فكان أول إمام معتبر جمع

نام کتاب : النشر فى القراءات العشر نویسنده : ابن الجزري    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست