responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النشر فى القراءات العشر نویسنده : ابن الجزري    جلد : 1  صفحه : 209

والخلف وهو أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من السرعة مع كثرتها لأن المقصود من القرآن فهمه والتفقه فيه والعمل به وتلاوته وحفظه وسيلة إلى معانيه. وقد جاء ذلك منصوصا عن ابن مسعود وابن عباس رضى الله عنهم. وسئل مجاهد عن رجلين قرأ أحدهما البقرة والآخر البقرة وآل عمران فى الصلاة وركوعهما وسجودهما واحد. فقال : الذى قرأ البقرة وحدها أفضل ، ولذلك كان كثير من السلف يردد الآية الواحدة إلى الصباح كما فعل النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال بعضهم : نزل القرآن ليعمل به فاتخذوا تلاوته عملا. وروينا عن محمد بن كعب القرظى رحمة الله عليه أنه كان يقول : لأن أقرأ فى ليلتى حتى أصبح ( إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ ) ، والقارعة لا أزيد عليهما وأتردد فيهما وأتفكر أحب إلىّ من أن أهذّ القرآن هذّا أو قال : أنثره نثرا. وأحسن بعض أئمتنا رحمه‌الله فقال : ان ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجل وأرفع قدرا. وإن ثواب كثرة القراءة أكثر عددا. فالأول كمن تصدق بجوهرة عظيمة أو أعتق عبدا قيمته نفيسة جدا ، والثانى كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم أو أعتق عددا من العبيد قيمتهم رخيصة. وقال الامام أبو حامد الغزالى رحمه‌الله : واعلم أن الترتيل مستحب لا لمجرد التدبر فان العجمى الذى لا يفهم معنى القرآن يستحب له أيضا فى القراءة الترتيل والتؤدة لأن ذلك أقرب إلى التوقير والاحترام وأشد تأثيرا فى القلب من الهذرمة والاستعجال وفرق بعضهم بين الترتيل والتحقيق : أن التحقيق يكون للرياضة والتعليم والتمرين. والترتيل يكون للتدبر والتفكر والاستنباط. فكل تحقيق ترتيل وليس كل ترتيل تحقيقا. وجاء عن على رضى الله عنه أنه سئل عن قوله تعالى ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ) فقال : الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقوف

وحيث انتهى بنا القول الى هنا فلنذكر فصلا فى التجويد يكون جامعا للمقاصد حاويا للفوائد. وإن كنا قد أفردنا لذلك كتابنا : التمهيد فى التجويد وهو مما

نام کتاب : النشر فى القراءات العشر نویسنده : ابن الجزري    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست