نام کتاب : المفردات في غريب القرآن-دار القلم نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 863
[الأعراف/ 127] ، فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ [الأنعام/ 112] ، وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا [البقرة/ 278] إلى أمثاله وتخصيصه في قوله: وَيَذَرُونَ أَزْواجاً [البقرة/ 234] ، ولم يقل: يتركون ويخلّفون، فإنه يذكر فيما بعد هذا الكتاب إن شاء الله. [والوَذَرَةُ: قطعة من اللّحم، وتسميتها بذلك لقلة الاعتداد بها نحو قولهم فيما لا يعتدّ به: هو لحم على وضم] [1] .
ورث الوِرَاثَةُ والإِرْثُ: انتقال قنية إليك عن غيرك من غير عقد، ولا ما يجري مجرى العقد، وسمّي بذلك المنتقل عن الميّت فيقال للقنيةِ المَوْرُوثَةِ: مِيرَاثٌ وإِرْثٌ. وتُرَاثٌ أصله وُرَاثٌ، فقلبت الواو ألفا وتاء، قال تعالى: وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ [الفجر/ 19] وقال عليه الصلاة والسلام: «اثبتوا على مشاعركم فإنّكم على إِرْثِ أبيكم» [2] أي: أصله وبقيّته، قال الشاعر: 461- فينظر في صحف كالرّيا ... ط فيهنّ إِرْثٌ كتاب محيّ [3] ويقال: وَرِثْتُ مالًا عن زيد، ووَرِثْتُ زيداً: قال تعالى: وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ [النمل/ 16] ، وَوَرِثَهُ أَبَواهُ [النساء/ 11] ، وَعَلَى الْوارِثِ مِثْلُ ذلِكَ [البقرة/ 233] ويقال: أَوْرَثَنِي الميّتُ كذا، وقال: وَإِنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً [النساء/ 12] وأَوْرَثَنِي اللهُ كذا، قال: وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ [الشعراء/ 59] ، وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ [الدخان/ 28] ، وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ [الأحزاب/ 27] ، وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الآية [الأعراف/ 137] ، وقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً [النساء/ 19] ويقال لكلّ من حصل له شيء من غير تعب: قد وَرِثَ كذا، ويقال لمن خُوِّلَ شيئا مهنّئا: أُورِثَ، قال تعالى: وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها [الزخرف/ 72] ، أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ [المؤمنون/ 10- 11] وقوله: وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ [مريم/ 6] فإنه يعني وِرَاثَةَ النّبوّةِ والعلمِ، والفضيلةِ دون المال، فالمال لا قدر له عند الأنبياء حتى يتنافسوا فيه، بل قلّما يقتنون المال ويملكونه، ألا ترى أنه قال عليه الصلاة [1] ما بين [] نقله الزركشي في البرهان 3/ 453. [2] الحديث عن يزيد بن شيبان قال: كنا وقوفا من وراء الموقف موقفا تباعده عمرو من الإمام. قال: فأتانا ابن مربع الأنصاري فقال: إنى رسول الله إليكم يقول: كونوا على مشاعركم هذه، فإنكم على إرث من إرث إبراهيم. أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 462 وقال: صحيح الإسناد، وأقرّه الذهبي، وأبو داود (انظر معالم السنن 2/ 202) ، والترمذي، وقال: حسن صحيح (عارضة الأحوذي 4/ 115) ، والنسائي 5/ 255. [3] البيت في عمدة الحفاظ (ورث) دون نسبة، وهو لأبي ذؤيب الهذلي. انظر شرح أشعار الهذليين 1/ 99.
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن-دار القلم نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 863