نام کتاب : المفردات في غريب القرآن-دار القلم نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 493
الإلهيّة، وإلى نحو هذا أشار بقوله: وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ [المائدة/ 75] [1] .
صمع الصَّوْمَعَةُ: كلّ بناء مُتَصَمِّع الرّأسِ، أي: متلاصقه، وجمعها صَوَامِعُ. قال تعالى: لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ [الحج/ 40] ، والأَصْمَعُ: الّلاصق أذنه برأسه، وقلبٌ أَصْمَعُ: جريءٌ، كأنه بخلاف من قال الله فيهم: وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ [إبراهيم/ 43] ، والصَّمْعَاءُ: البُهْمَى قبل أن تتفقّأ [2] ، وكلابٌ صُمُعُ الكُعُوبِ: ليسوا بأجوفها.
صنع الصُّنْعُ: إجادةُ الفعل، فكلّ صُنْعٍ فِعْلٌ، وليس كلّ فعل صُنْعاً، ولا ينسب إلى الحيوانات والجمادات كما ينسب إليها الفعل. قال تعالى: صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ [سورة النمل/ 88] ، وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ [هود/ 38] ، وَاصْنَعِ الْفُلْكَ [هود/ 37] ، أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً [الكهف/ 104] ، صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ [الأنبياء/ 80] ، تَتَّخِذُونَ مَصانِعَ [الشعراء/ 129] ، لَبِئْسَ ما كانُوا يَصْنَعُونَ [المائدة/ 63] ، حَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها [هود/ 16] ، تَلْقَفْ ما صَنَعُوا، إِنَّما صَنَعُوا [طه/ 69] ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ [العنكبوت/ 45] ، وللإجادة يقال للحاذق المُجِيدِ: صَنَعٌ، وللحاذقة المُجِيدَةِ: صَنَاعٌ [3] ، والصَّنِيعَةُ: ما اصْطَنَعْتُهُ من خيرٍ، وفرسٌ صَنِيعٌ: أُحْسِنَ القيامُ عليه. وعبّر عن الأمكنة الشّريفة بِالْمَصَانِعِ. قال تعالى: وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ [الشعراء/ 129] ، وكنّي بالرّشوة عن المُصَانَعَةِ، والاصْطِنَاعُ: المبالغة في إصلاح الشيء، وقوله: وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي [طه/ 41] ، وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي [طه/ 39] ، إشارة إلى نحو ما قال بعض الحكماء: (إنّ الله تعالى إذا أحبّ عبدا تفقّده كما يتفقّد الصّديق صديقه) .
صنم الصَّنَمُ: جُثَّةٌ متّخذة من فضّة، أو نحاس، أو خشب، كانوا يعبدونها متقرّبين به إلى الله تعالى، وجمعه: أَصْنَامٌ. قال الله تعالى: أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً [الأنعام/ 74] ، لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ [الأنبياء/ 57] ، قال بعض الحكماء: كلّ ما عبد من دون الله، بل كلّ ما يشغل عن الله تعالى يقال [1] وموضع الإشارة أنّ في هذه الآية كناية، لأنّ من يأكل الطعام لا بدّ له من قضاء الحاجة، ومن كان كذلك لا يكون إلها. [2] تفقّأت البهمى تفقّؤا: انشقت لفائفها عن نورها. اللسان (فقأ) . [3] انظر: اللسان (صنع) .
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن-دار القلم نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 493