رعد الرَّعْدُ صوت السّحاب، وروي (أنه ملك يسوق السّحاب) [2] . وقيل رَعَدَتِ السّماءُ وبرقت، وأَرْعَدَتْ وأبرقت، ويكنّى بهما عن التّهدّد. ويقال: صلف تحت رَاعِدَةٍ [3] : لمن يقول ولا يحقّق. والرِّعْدِيدُ: المضطرب جبنا، وقيل: أُرْعِدَتْ فرائصه خوفا [4] .
رعى الرَّعْيُ في الأصل: حفظ الحيوان، إمّا بغذائه الحافظ لحياته، وإمّا بذبّ العدوّ عنه. يقال: رَعَيْتُهُ، أي: حفظته، وأَرْعَيْتُهُ: جعلت له ما يرْعَى. والرِّعْيُ: ما يرعاه، والْمَرْعَى: موضع الرّعي، قال تعالى: كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ [طه/ 54] ، أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها [النازعات/ 31] ، وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى [الأعلى/ 4] ، وجعل الرَّعْيُ والرِّعَاءُ للحفظ والسّياسة. قال تعالى: فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها [الحديد/ 27] ، أي: ما حافظوا عليها حقّ المحافظة. ويسمّى كلّ سائس لنفسه أو لغيره رَاعِياً، وروي: «كلّكم رَاعٍ، وكلّكم مسئول عن رَعِيَّتِهِ» [5] قال الشاعر: 191- ولا المرعيّ في الأقوام كالرّاعي [6] وجمع الرّاعي رِعَاءٌ ورُعَاةٌ. ومُرَاعَاةُ الإنسان للأمر: مراقبته إلى ماذا يصير، وماذا منه يكون، ومنه: رَاعَيْتُ النجوم، قال تعالى: لا تَقُولُوا: راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا [البقرة/ 104] ، وأَرْعَيْتُهُ [1] الشّطبة: الحسنة، والتارّة: الممتلئة الجسم. [2] أخرجه أحمد، والترمذي وصححه، والنسائي وغيرهم عن ابن عباس قال: أقبلت يهود إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم، إنا نسألك عن خمسة أشياء ... ثم قالوا: أخبرنا ما هذا الرعد؟ قال: ملك من ملائكة الله موكّل بالسحاب، بيده مخراق من نار، يزجر به السحاب، يسوقه حيث أمره الله ... إلخ. انظر: الدر المنثور 4/ 621، وعارضة الأحوذي 11/ 284 وقال الترمذي حسن غريب، ومسند أحمد 1/ 274. [3] هذا مثل يقال للذي يكثر الكلام ولا خير عنده. انظر: المجمل 2/ 385، والمستقصى 2/ 96. [4] راجع: المجمل 2/ 385. [5] الحديث عن ابن عمر يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم ... إلخ. وهو حديث متفق على صحته، أخرجه البخاري في الأحكام 13/ 100، ومسلم في الإمارة برقم (1829) ، وانظر شرح السنة 10/ 61. [6] البيت: ليس قطا مثل قطيّ ولا ال ... مرعيّ في الأقوام كالراعي وهو لأبي قيس بن الأسلت الأنصاري، والبيت في المجمل 2/ 384، واللسان (رعى) ، والمفضليات ص 285، وخاص الخاص ص 20.
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن-دار القلم نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 357