حر الحرارة ضدّ البرودة، وذلك ضربان: - حرارة عارضة في الهواء من الأجسام المحميّة، كحرارة الشمس والنار. - وحرارة عارضة في البدن من الطبيعة، كحرارة المحموم. يقال: حَرَّ يومُنا والريح يَحِرُّ حرّاً وحرارة [1] ، وحُرَّ يومنا فهو محرور، وكذا: حرّ الرّجل، قال تعالى: لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ: نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا [التوبة/ 81] ، والحَرور: الريح الحارّة، قال تعالى: وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ [فاطر/ 21] ، واستحرّ القيظ: اشتدّ حرّه، والحَرَر: يبس عارض في الكبد من العطش. والحَرَّة: الواحدة من الحرّ، يقال: حرّة تحت قرّة [2] ، والحَرَّة أيضا: حجارة تسودّ من حرارة تعرض فيها، وعن ذلك استعير: استحرّ القتل: اشتد، وحَرُّ العمل: شدته، وقيل: إنما يتولّى حارَّها من تولّى قارّها [3] ، والحُرُّ: خلاف العبد، يقال: حرّ بيّن الحُرُورِيَّة والحُرُورَة. والحريّة ضربان: - الأول: من لم يجر عليه حكم الشيء، نحو: الْحُرُّ بِالْحُرِّ [البقرة/ 178] . - والثاني: من لم تتملّكه الصفات الذميمة من الحرص والشّره على المقتنيات الدنيوية، وإلى العبودية التي تضادّ ذلك أشار النبيّ صلّى الله عليه وسلم بقوله: «تعس عبد الدّرهم، تعس عبد الدّينار» [4] ، وقول الشاعر: 106- ورقّ ذوي الأطماع رقّ مخلّد [5] وقيل: عبد الشهوة أذلّ من عبد الرّق، والتحريرُ: جعل الإنسان حرّا، فمن الأول: فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ [النساء/ 92] ، ومن الثاني: نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً [آل عمران/ 35] ، قيل: هو أنه جعل ولده بحيث لا [1] قال السرقسطي: حرّ النهار يحرّ ويحرّ حرارة وحرّا، وأحرّ: اشتدّ حرّه. راجع: الأفعال 1/ 328. [2] اللسان قرّ. وانظر ص 663. [3] هذا مثل، أي يتولى العقوبة والضرب من يتولى العمل والنفع. - وجاء في الحديث: أتي بالوليد بن عقبة عند عثمان بن عفان، فشهد عليه حمران ورجل آخر، فشهد أحدهما أنه رآه يشربها- يعني الخمر- وشهد الآخر أن رآه يتقاياها، قال عثمان: إنه لم يتقاياها حتى شربها، وقال لعليّ كرّم الله وجهه: أقم عليه الحد، فقال عليّ للحسين: أقم عليه الحدّ، فقال الحسن: ولّ حارّها من تولّى قارّها، فقال عليّ لعبد الله بن جعفر: أقم عليه الحد، فأخذ السوط فجلده. راجع: معالم السنن 3/ 338. [4] الحديث صحيح أخرجه البخاري في الجهاد، باب الحراسة في الغزو 6/ 60، وفي الرقاق باب ما يتقّى من فتنة المال 11/ 253، وأخرجه ابن ماجة في الزهد 2/ 1386، وانظر: شرح السنة 14/ 262، والفتح الكبير 2/ 31. [5] الشطر في الذريعة ص 206، وعمدة الحفاظ: حرّ.
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن-دار القلم نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 224