responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التصور الفني في القران نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 188
يملؤها الخيال، ويستمتع بإقامة القنطرة بين المشهد السابق والمشهد اللاحق.
وهذه طريقة متبعة في جميع القصص القرآني على وجه التقريب، ويمكن أن تلحظ فيما عرضناه من القصص قبلًا. أما في هذه المناسبة فنضرب عليها مثلا من قصة يوسف: فالقصة قد قسمت ثمانية وعشرين مشهدًا، فلنعرض بعض مشاهدها:
لقد قام إخوة يوسف وهو على خزائن الأرض، في سنوات الجدب، يطلبون القمح، فطلب إليهم أن يحضروا أخاهم الآخر -شقيقه- فأحضروه -على كره من أبيه- ثم وضع صواع الملك في رحله وأخذ به رهينة، باسم أنه سارق، ليبقيه يوسف عنده!
ثم ها هم أولاء إخوته ينتحون جانبًا ليتشاوروا في أمرهم، وقد أبى عليهم يوسف أن يأخذ أحدهم مكانه:
{فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ، ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ، وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} .
وهنا يسدل الستار، لنلتقي بهم في مشهد آخر لا في مصر ولا في الطريق، ولكن أمام أبيهم، وقد قالوا له ما وصاهم به أخوهم دون أن نسمعهم يقولونه. إنما يرفع الستار مرة أخرى لنجد أباهم يخاطبهم:

نام کتاب : التصور الفني في القران نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست