responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اسرار ترتيب القران نویسنده : السيوطي، جلال الدين    جلد : 1  صفحه : 162
سورة التين:
أقول: لما تقدم في سورة الشمس: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} "الشمس: 7" فصل في هذه السورة بقوله: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ، ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} "[4]، 5" إلى آخره.
وأخرت هذه السورة لتقدم ما هو أنسب بالتقديم من السور الثلاث[1] واتصالها بسورة البلد لقوله: {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} "3"، وأخرت لتقدم ما هو أولى بالمناسبة مع سورة الفجر[2].
لطيفة:
نقل الشيخ تاج الدين بن عطاء الله السكندري[3] في "لطائف المنن" عن الشيخ أبي العباس المرسي[4] قال: قرأت مرة: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} إلى أن انتهيت إلى قوله: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ، ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} "[4]، 5" ففكرت في معنى هذه الآية، فألهمني الله أن معناها[5]: لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم رُوحًا وعقلًا، ثم رددناه أسفل سافلين نفسًا وهوًى[6].
قلت: فظهر من هذه المناسبة وضعها بعد {أَلَمْ نَشْرَحْ} ، فإن تلك أخبر فيها عن شرح صدر النبي -صلى الله عليه وسلم- وذلك يستدعي كمال عقله ورُوحِه، فكلاهما في القلب الذي محله الصدر، وعن

[1] يعني: "الليل، والضحى، وألم نشرح"؛ فإن مناسباتها متوالية هكذا أهم من تقديم التين بعد الشمس.
[2] يعني: أن اتصال سورة الشمس بالبلد، واتصال البلد بالفجر، أولى من اتصال التين بالبلد لمجرد ذكر "البلد" في كليهما.
[3] هو الشيخ الإمام العالم العارف بالله أبو الفضل تاج الدين وترجمان العارفين أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن عطاء الله السكندري المالكي الشاذلي، كانت له جلالة عظيمة ووقع في النفوس، ومشاركة في الفضائل، وكان أعجوبة زمانه في التصوف، انظر: شذرات الذهب "6/ 19، 20"، و"لطائف المنن" "7".
[4] هو أبو العباس أحمد بن عمر الأنصاري المرسي شيخ تاج الدين بن عطاء الله السكندري. انظر: "لطائف المنن" "19".
[5] في "ظ": "فكشف لي عن اللوح المحفوظ، فإذا مكتوب فيه"، وكذا في "لطائف المنن" "134" "طبعة دار المعارف".
[6] انظر: "لطائف المنن" "ص118"، المطبعة الفخرية 1972م القاهرة.
نام کتاب : اسرار ترتيب القران نویسنده : السيوطي، جلال الدين    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست