نام کتاب : أسباب نزول القرآن نویسنده : ابي حسن الواحدي جلد : 1 صفحه : 451
وكان الأعراب يسبقونا ، فيسبق الأعرابي أصحابه فيملأ الحوض [ويجعل حوله
الحجارة] ، ويجعل النِّطْعَ عليه حتى يجيءَ أصحابه. فأتى رجل من الأنصار فأرخى
زمام ناقته لتشرب ، فأبى أنْ يدعَه الأعرابي [فانتزع حجراً ففاض الماء ، فرفع
الأعرابي] خشبة فضرب بها رأس الأنصاري فشَجَّه ، فأتى الأنصاري (عبدَ الله بن أبيّ)
، رأسَ المنافقين ، فأخبره ـ وكان من أصحابه ـ فغضب عبد الله بن أبيّ ثم قال : لا
تنفقوا على مَنْ عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله ـ يعني الأعراب ـ ثم قال
لأصحابه : إذا رجعتم إلى المدينة فليخرج الأعزُّ منها الأذلَّ. قال زيد بن أرقم :
وأنا رِدف عَمِّي ، فسمعت عبد الله فأخبرت [عمي فانطلق فأخبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأرسل إليه] رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، [فحلف وجحد واعتذر ، فصدقه رسول الله صلىاللهعليهوسلم] وكذبني ، فجاء إِليَّ عَمِّي فقال : ما أردت [إلا] أن
مَقَتَكَ رسولُ الله صلىاللهعليهوسلم ، وكذَّبك المسلمون. فوقع عليَّ من الغم ما لم يقع على
أحد قط ، فبينا أنا أسيرُ مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إذْ أتاني فَعرَك أذني ، وضحك في وجهي ، فما كان
يسرني أن لي بها الدنيا. فلما أصبحنا قرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم سورة المنافقين (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ
قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ) حتى بلغ : (هُمُ الَّذِينَ
يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا) حتى بلغ : (لَيُخْرِجَنَّ
الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ).
وقال أهل
التفسير وأصحاب السير : غزا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بني الْمصْطَلِق ، فنزل على ماء من مياههم يقال له :
المُرَيْسيع ، فوردت وَارِدَةُ الناس ومع عمر بن الخطاب أجيرٌ [له] من بني غِفَار
يقال له : جَهْجَاه بن سعيد ، يقود فرسه ، فازدحم جهجاهٌ وسِنَانٌ الْجهني. حليف
بني عوف من الخَزْرَج ، على الماء فاقتتلا ، فصرخ الجُهني : يا معشر الأنصار ،
وصرخ الغِفِارِيّ : يا معشر المهاجرين [فأعان جَهْجَاهاً رجلٌ من المهاجرين يقال
له : جُعَال ، وكان فقيراً. فقال له عبد الله بن أبيّ : وإنك لهنَاكَ! فقال : وما
يمنعني أن أفعل ذلك؟! واشتد لسان جعال علَى عبد الله. فقال عبد الله : والذي
يُحلَفُ به لَأذَرَنَّك ، ويَهُمُّك غير هذا [شيء؟]. وغضب عبد الله ، فقال : والله
ما مثلنا ومثلهم إلا كما قال القائل : سَمِّنْ كَلْبَك يأْكُلْك ، إنا والله لئن
رجعنا إلى المدينة ليُخرِجَنَّ الأعزُّ منها الأذلَّ ، يعني بالأعز نفسه ، وبالأذل
رسولَ الله صلىاللهعليهوسلم. ثم أقبل على من حضره من قومه ، فقال : هذا ما فعلتم
بأنفسكم ،
نام کتاب : أسباب نزول القرآن نویسنده : ابي حسن الواحدي جلد : 1 صفحه : 451