نام کتاب : أسباب نزول القرآن نویسنده : ابي حسن الواحدي جلد : 1 صفحه : 258
حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا محمد بن شعيب ، قال : حدثنا معاذ بن رفاعة
السّلامي ، عن أبي عبد الملك علي بن يزيد ، أنه أخبره عن القاسم بن عبد الرحمن،عن
أبي أمامة الباهلي :
أن ثعلبة بن
حاطب الأنصاري أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالاً ، فقال
رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ويحك يا ثعلبة ، قليلٌ تؤدي شكره خير من كثير لا
تطيقه ، ثم قال مرة أخرى : أما تَرْضى أن تكون مثلَ نبي الله ، فو الذي نفسي بيده
، لو شئت أن تسيل معي الجبال فضة وذهباً لسالت. فقال : والذي بعثك بالحق [نبياً]
لئن دعوت الله أن يرزقني مالاً لأوتِيَنَّ كلَّ ذي حق حقه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : اللهم ارزق ثعلبة مالاً. فاتخذ غنماً فنمت كما ينمو
الدود فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها ونزل وادياً من أوديتها حتى جعل يصلي الظهر
والعصر في جماعة ويترك ما سواهما ، ثم نمت وكثرت حتى ترك الصلوات إلا الجمعة ، وهي
تنمو كما ينمو الدود ، حتى ترك الجمعة ـ فسأل رسولُ الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : ما فعل ثعلبة؟ فقال : اتخذ غنماً وضاقت عليه
المدينة ، وأخبره بخبره ، فقال : يا ويح ثعلبة ـ ثلاثاً ـ وأنزل الله عزوجل : (خُذْ مِنْ
أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها) وأنزل فرائض الصدقة ، فبعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم رجلين على الصَّدقَة ـ رجلاً من جُهَيْنَةَ ورجلاً من
بني سليم ـ وكتب لهما كيف يأخذان الصدقة ، وقال لهما : مُرا بثعلبة وبفلان ـ رجل
من بني سليم ـ فخذا صدقاتهما. فخرجا حتى أتيا ثعلبة فسألاه الصدقة وأقرآه كتاب
رسول الله عليهالسلام فقال ثعلبة : ما هذه إلا جزية! ما هذه إلا أخت الجزية!
ما أدري ما هذا! انطلقا حتى تَفْرُغَا ثم تعودا إليَّ. فانطلقا وأخبرا السلمي ،
فنظر إلى خِيَارِ أسْنَان إبله فعزلها للصدقة ، ثم استقبلهم بها ، فلما رأوها
قالوا : ما يجب هذا عليك ، وما نريد أن نأخذ هذا منك. قال : بل يخذوه ، فإن نفسي
بذلك طَيِّبَة ، وإنما هي إبلي. فأخذوها منه ، فلما فرغا من صدقتهما رجعا حتى
مَرَّا بثعلبة ، فقال : أروني كتابكما [حتى] أنظر فيه ، فقال : ما هذه إلا أخت
الجزية! انطلقا حتى أرى رأْيي. فانطلقا حتى أتيا النبي عليهالسلام ، فلما رآهما قال : يا ويح ثعلبة ، قبل أن يكلمهما ، ودعا
للسُّلَمِيّ ، بالبركة. وأخبروه بالذي صنع ثعلبة ، والذي صنع السلمي ، فأنزل الله عزوجل : (وَمِنْهُمْ مَنْ
نام کتاب : أسباب نزول القرآن نویسنده : ابي حسن الواحدي جلد : 1 صفحه : 258