responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : الرومي، فهد بن عبد الرحمن    جلد : 3  صفحه : 975
فإذا كان دعاة المنهج الأدبي قد حذروا من التفسير المرتب؛ لأنه يؤدي إلى التناول المفرق للموضوع الواحد حسب وروده في السور مما يشتت الذهن، فإنهم قد تناولوا بالتفسير موضوعات ذات شعب شتَّتَ تناولهم لتلك الشعب الذهن أكثر مما شتته أولئك.
وتفصيل ذلك وبيانه يطول ولعل في ضرب المثال ما يغني عن كثير من المقال، وإذا كان الأمر كذلك فإنا نضرب المثل بالدراسة الموضوعية لـ "الظلم في القرآن الكريم"، قد يبدو ظاهرا أنه موضوع منفصل بذاته لكنه كغيره من الموضوعات بينه وبينها تداخل وترابط لا تصل إلى الحق فيه إلا عبر مسالك وممرات الموضوعات الأخرى.
فدراسة الظلم توجب بيان الشرك وهو في أبواب العقائد؛ لأن الشرك ظلم عظيم ولنفسك عليك حق ولجسدك عليك حق وإرهاقهما بالتكاليف ظلم فدخلت من هنا العبادات ولزوجك ولولدك ولجارك عليك حق والتقصير فيها ظلم فدخلت من ذلك المعاملات كما لا تنفصل عنها معانٍ أخرى؛ كعمل السوء، والافتراء، وتعدي حدود الله، والانحراف عن الصراط المستقيم.
ومنع مساجد الله من أن يذكر فيها اسمه، وكتم الشهادة، والكذب على الله، والتكذيب بآياته، والإعراض عنها، واتباع الهوى، وأكل الربا، وأخذ مال الآخرين بغير حق، وأكل أموال اليتامى، وترك الحكم بما أنزل الله، وتولى الكفار، وخيانة الأمانة، واتهام البريء و ... و ... وغير ذلك كثير.
كل هذه معانٍ تدخل تحت الظلم ولا تتم دراسته إلا ببيانها وبهذا يظهر جليًّا أن موضوع الظلم ليس مستقلا بذاته وليس منفصلا عن الموضوعات الأخرى وإنما هو موضوع متصل مترابط معها تحدث في داخله كل هذه الموضوعات وإن كانت صبغته الخارجية ذات موضوع واحد.
ومن هنا فإن المفسر الموضوعي يخطئ حين يتصور أنه بدراسة الظلم في القرآن الكريم إنما يتناول موضوعا واحدا حقيقة بل الحق أنه يتناول موضوعات عدة ومن هنا أيضا يخطئ صاحب المنهج الأدبي إن اعتقد أنه بالدعوة إلى

نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : الرومي، فهد بن عبد الرحمن    جلد : 3  صفحه : 975
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست