responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : الرومي، فهد بن عبد الرحمن    جلد : 3  صفحه : 1001
أبدا {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى} وهناك ما هو أكثر وأوفى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} .
ومع هذه الأنسام اللطيفة من حقيقة الأمر وروحه.. الأنسام اللطيفة في العبارة والإيقاع وفي الإطار الكوني الذي وضعت فيه هذه الحقيقة:
{وَالضُّحَى، وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} .
"لقد أطلق التعبير جوا من الحنان اللطيف، والرحمة الوديعة والرضى الشامل، والشجى الشفيف:
{مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى، وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى، وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى، أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى، وَوَجَدَكَ ضَالًا فَهَدَى، وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى} .
ذلك الحنان وتلك الرحمة وذاك الرضى وهذا الشجى: تنسرب كلها من خلال النظم اللطيف العبارة، الرقيق اللفظ، ومن هذه الموسيقى السارية في التعبير الموسيقي الرتيبة الحركات، الوئيدة الخطوات، الرقيقة الأصداء، الشجية الإيقاع، فلما أراد إطارًا لهذا الحنان اللطيف، ولهذه الرحمة الوديعة، ولهذا الرضى الشامل، ولهذا الشجى الشفيف، جعل الإطار من الضحى الرائق، ومن الليل الساجي. أصفى آنين من آونة الليل والنهار. وأشف آنين تسري فيهما التأملات وتتصل الروح بالوجود وخالق الوجود وتحس بعبادة الكون كله لمبدعه، وتوجهه لبارئه بالتسبيح والفرح والصفاء، وصورهما في اللفظ المناسب فالليل هو: {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} ، لا الليل على إطلاقه بوحشته وظلامه.. الليل الساجي الذي يرق ويسكن ويصفو، وتغشاه سحابة رقيقة من الشجى الشفيف والتأمل الوديع. كجو اليتم والعيلة. ثم ينكشف ويجلى مع الحى الرائق الصافي فتلتئم ألوان الصورة مع ألوان الإطار ويتم التناسق والاتساق".
إن هذا الإبداع في كمال الجمال ليدل على الصنعة؛ صنعة الله التي لا تماثلها صنعة، ولا يتلبس بها تقليد! [1].

[1] في ظلال القرآن: ج6 ص3925-3926.
نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : الرومي، فهد بن عبد الرحمن    جلد : 3  صفحه : 1001
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست