(15)
(رواسيَ) جِبَالاً رواسي ثوابت، (أَنْ تَمِيدَ) معناهُ كَرَاهةَ أنْ تميد ومعنى تميد
لا تستقر، يقال ماد الرجل يميد ميداً، إذَا دِيرَ به والمَيْدَى: الذين يدار بهم إذا ركبوا في البحر، و (أَنْ تَمِيدَ) في موضع نصب، مفعول لها.
(وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا).
المعنى وجعل فيها رَوَاسيَ وأنهاراً وسُبُلاً، لأن معنى ألقى في الأرض
رواسي جعل فيها رواسي، ودليل ذلك قوله: (وَالجِبَالَ أوْتَاداً).
* * *
وقوله: (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16)
النجم والنجوم في معنى واحدٍ، كما تقول: كثر الدرهَمُ في أيدي
الناسِ وكثرت الدراهم، خلق اللَّه - جل ثناؤه - النجوم لأشياءَ
منها أنها جُعِلَتْ زينةً للسماء الدنْيَا، ومنها أنها جعلت رُجُوماً للشياطين
ومنها أنها يُهْتَدى بِهَا، ومنها أنها يعلم بها عدد السنين والحساب.
* * *
وقوله عزَّ وجلَّ: (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20)
ويقرأ (تدعونَ من دون اللَّه) بالتاء والياء.
(لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ).
يُعنَى به الأوثانُ التي كانت تَعْبُدُهَا العَربُ.
* * *
(أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21)
أي وهم أموات غير أحياء.
وقوله: (وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ).
- أي ما يشعرون متى يبعثون، و (أَيَّانَ) في موضع نصْبٍ بقوله (يُبْعَثُونَ) ولكنه
نام کتاب : معاني القران واعرابه نویسنده : الزجاج جلد : 3 صفحه : 193