الحمد لله الذي
تواضع كل شيء لعظمته ، وذلّ كل شيء لعزّته ، واستسلم كل شيء لقدرته ، وخضع كل شيء
لملكه ، فسبحان الله شارع الأحكام ، المميز بين الحلال والحرام ، أحمده على ما فتح
من غوامض العلوم بإخراج الأفهام ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أزال بيانه
كل إبهام ، وعلى آله وأصحابه أولي المناقب والأحلام صلاة وسلاما دائمين ما دامت
الأيام.
أما
بعد ، فيقول أحقر
الورى محمد نووي : قد أمرني بعض الأعزة عندي أن أكتب تفسيرا للقرآن المجيد فترددت
في ذلك زمانا طويلا خوفا من الدخول في قوله صلىاللهعليهوسلم : «من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ».
[١] وفي قوله صلىاللهعليهوسلم : «من
قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار»
[٢]. فأجبتهم إلى ذلك للاقتداء بالسلف في تدوين العلم إبقاء
على الخلق وليس على فعلي مزيد ولكن لكل زمان تجديد ، وليكون ذلك عونا لي وللقاصرين
مثلي وأخذته من الفتوحات الإلهية ومن مفاتيح الغيب ومن السراج المنير ، ومن تنوير
المقباس ، ومن تفسير أبي السعود.
وسميته
مع الموافقة
لتاريخه «مراح لبيد لكشف معنى قرآن مجيد» ، وعلى الكريم الفتّاح اعتمادي ، وإليه
تفويضي واستنادي. والآن أشرع بحسن توفيقه وهو المعين لكل من لجأ به.
[١] رواه أبو داود في كتاب العلم ، باب : الكلام في كتاب الله بغير
علم ، والترمذي في كتاب التفسير ، باب : ١. وعند أبي داود بلفظ «كتاب الله عزوجل»
بدل «القرآن».
[٢] رواه الترمذي في كتاب التفسير ، ترجمة ، وأحمد في (م ١ / ص ٢٣٣).