responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مختصر تفسير البغوي المسمي بمعالم التنزيل نویسنده : عبد الله الزيد    جلد : 4  صفحه : 553
بِهِ وَهُوَ الْقُرْآنُ, هُزُوًا أَيِ استهزأ.
[57] {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ} [الكهف: 57] وُعِظَ، {بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا} [الكهف: 57] تَوَلَّى عَنْهَا وَتَرَكَهَا وَلَمْ يُؤْمِنْ بِهَا، {وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ} [الكهف: 57] أَيْ مَا عَمِلَ مِنَ الْمَعَاصِي مِنْ قَبْلُ، {إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً} [الكهف: 57] أغطية، {أَنْ يَفْقَهُوهُ} [الكهف: 57] أَيْ يَفْهَمُوهُ يُرِيدُ لِئَلَّا يَفْهَمُوهُ، {وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا} [الكهف: 57] أَيْ صَمَمًا وَثِقَلًا، {وَإِنْ تَدْعُهُمْ} [الكهف: 57] يا محمد {إِلَى الْهُدَى} [الكهف: 57] إِلَى الدِّينِ، {فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا} [الكهف: 57] وَهَذَا فِي أَقْوَامٍ عَلِمَ اللَّهُ مِنْهُمْ أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ.
[58] {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ} [الكهف: 58] ذو النعمة {لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ} [الكهف: 58] يعاقب الكفار، {بِمَا كَسَبُوا} [الكهف: 58] مِنَ الذُّنُوبِ {لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ} [الكهف: 58] فِي الدُّنْيَا، {بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ} [الكهف: 58] يَعْنِي الْبَعْثَ وَالْحِسَابَ، {لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا} [الكهف: 58] ملجأ.
[59] {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ} [الكهف: 59] يَعْنِي قَوْمَ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمَ لُوطٍ وَغَيْرَهُمْ، {لَمَّا ظَلَمُوا} [الكهف: 59] كفروا، {وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا} [الكهف: 59] أَيْ أَجَلًا، قَرَأَ أَبُو بَكْرٍ (لِمَهْلَكِهِمْ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَاللَّامِ، وَقَرَأَ حَفْصٌ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ اللَّامِ، وكذلك في النمل {مَهْلِكَ} [النمل: 49] أَيْ لِوَقْتِ هَلَاكِهِمْ، وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ اللَّامِ أَيْ: لإهلاكهم.
[60] قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ} [الكهف: 60] عَامَّةُ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالُوا: إِنَّهُ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ مُوسَى بْنُ مِيشَا مِنْ أولاد يوسف. والأول أصح {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ} [الكهف: 60] يُوشَعَ بْنِ نُونَ، {لَا أَبْرَحُ} [الكهف: 60] أَيْ لَا أَزَالُ أَسِيرُ {حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا} [الكهف: 60] أي وَإِنْ كَانَ حُقُبًا أَيْ دَهْرًا طَوِيلًا وَزَمَانًا، وَجَمْعُهُ أَحْقَابٌ، وَالْحِقَبُ: جَمْعُ الْحِقْبِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: وَالْحِقْبُ ثَمَانُونَ سَنَةً، فَحَمَلَا خُبْزًا وَسَمَكَةً مَالِحَةً حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ الَّتِي عِنْدَ مجمع البحرين ليلا.
[61] فذلك قوله: {فَلَمَّا بَلَغَا} [الكهف: 61] يَعْنِي مُوسَى وَفَتَاهُ، {مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا} [الكهف: 61] أي: بين الفريقين، {نَسِيَا} [الكهف: 61] تركا، {حُوتَهُمَا} [الكهف: 61] وَإِنَّمَا كَانَ الْحُوتُ مَعَ يُوشَعَ، وَهُوَ الَّذِي نَسِيَهُ وَأَضَافَ النِّسْيَانَ إِلَيْهِمَا لِأَنَّهُمَا جَمِيعًا تَزَوَّدَاهُ لِسَفَرِهِمَا، كَمَا يُقَالُ: خَرَجَ الْقَوْمُ إِلَى مَوْضِعِ كَذَا وَحَمَلُوا مِنَ الزَّادِ كَذَا وَإِنَّمَا حَمَلَهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، {فَاتَّخَذَ} [الكهف: 61] أَيِ الْحُوتُ، {سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ} [الكهف: 61] أي مسلكا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: جَعَلَ الْحُوتُ لَا يَمَسُّ شَيْئًا مِنَ الْبَحْرِ إِلَّا يَبِسَ حَتَّى صَارَ صَخْرَةً.

[قوله تعالى فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ] لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا. . . .
[62] قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاوَزَا} [الكهف: 62] يَعْنِي ذَلِكَ الْمَوْضِعَ وَهُوَ مَجْمَعُ البحرين، {قَالَ} [الكهف: 62] موسى {لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا} [الكهف: 62] أَيْ طَعَامَنَا، وَالْغَدَاءُ مَا يُعَدُّ لِلْأَكْلِ غُدْوَةً، وَالْعَشَاءُ مَا يُعَدُّ لِلْأَكْلِ عَشِيَّةً، {لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} [الكهف: 62] أَيْ تَعَبًا وَشِدَّةً وَذَلِكَ أَنَّهُ

نام کتاب : مختصر تفسير البغوي المسمي بمعالم التنزيل نویسنده : عبد الله الزيد    جلد : 4  صفحه : 553
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست