responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مختصر تفسير البغوي المسمي بمعالم التنزيل نویسنده : عبد الله الزيد    جلد : 4  صفحه : 501
ذلك الماء شراب أشجاركم حياة نباتكم، {فِيهِ} [النحل: 10] يعني: في الشجر، {تُسِيمُونَ} [النحل: 10] تَرْعَوْنَ مَوَاشِيَكُمْ.
[11] {يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ} [النحل: 11] أَيْ: يُنْبِتُ اللَّهُ لَكُمْ بِهِ يعني الماء الَّذِي أَنْزَلَ وَقَرَأَ أَبُو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ (نُنْبِتُ) بِالنُّونِ. {الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 11]
[12] {وَسَخَّرَ لَكُمُ} [النحل: 12] ذَلَّلَ لَكُمْ {اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ} [النحل: 12] مذللات، {بِأَمْرِهِ} [النحل: 12] أي: بإذنه وقرأ حفص عن عاصم (وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ) بِالرَّفْعِ عَلَى الِابْتِدَاءِ. {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [النحل: 12]
[13] {وَمَا ذَرَأَ} [النحل: 13] خلق، {لَكُمْ} [النحل: 13] لِأَجْلِكُمْ: أَيْ: وَسَخَّرَ مَا خَلَقَ لأجلكم، {فِي الْأَرْضِ} [النحل: 13] مِنَ الدَّوَابِّ وَالْأَشْجَارِ وَالثِّمَارِ وَغَيْرِهَا، {مُخْتَلِفًا} [النحل: 13] نُصِبَ عَلَى الْحَالِ، {أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} [النحل: 13] يَعْتَبِرُونَ.
[14] {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا} [النحل: 14] يَعْنِي: السَّمَكَ، {وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا} [النحل: 14] يَعْنِي: اللُّؤْلُؤَ وَالْمَرْجَانَ، {وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ} [النحل: 14] جواري فيه. قَالَ قَتَادَةُ: مُقْبِلَةً وَمُدْبِرَةً وَهُوَ أَنَّكَ تَرَى سَفِينَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا تُقْبِلُ وَالْأُخْرَى تُدَبِرُ تَجْرِيَانِ بِرِيحٍ وَاحِدَةٍ. وَقَالَ الْحَسَنُ: مَوَاخِرَ أَيْ مَمْلُوءَةً. وقال الفراء والأخفش: مواخر شواق تشق الماء يجؤجؤها. قَالَ مُجَاهِدٌ: تَمْخُرُ السُّفُنَ الرِّيَاحُ. وَأَصْلُ الْمَخْرِ: الرَّفْعُ وَالشَّقُّ، وَفِي الْحَدِيثِ: «إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ الْبَوْلَ فَلْيَسْتَمْخِرِ الرِّيحَ» [1] .
(1) أَيْ: لِيَنْظُرْ مِنْ أين مجراها وهبوبها حتى لا يرث عَلَيْهِ الْبَوْلُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: صَوَائِخُ. وَالْمَخْرُ: صَوْتُ هُبُوبِ الرِّيحِ عِنْدَ شِدَّتِهَا، {وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ} [النحل: 14] يعني: التجارة، {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 14] إذ رَأَيْتُمْ صُنْعَ اللَّهِ فِيمَا سَخَّرَ لكم.

[قوله تعالى وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ] وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ. . . .
[15] {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} [النَّحْلِ: 15] أَيْ لِئَلَّا تَمِيدَ بِكُمْ أَيْ تَتَحَرَّكَ وَتَمِيلَ، وَالْمَيْدُ: هُوَ الِاضْطِرَابُ وَالتَّكَفُّؤُ وَمِنْهُ قِيلَ لِلدَّوَّارِ الَّذِي يَعْتَرِي رَاكِبَ الْبَحْرِ: مَيَدٌ قَالَ وَهْبٌ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ جَعَلَتْ تَمُورُ فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: إِنَّ هَذِهِ غَيْرُ مُقِرَّةٍ أَحَدًا عَلَى ظَهْرِهَا فَأَصْبَحَتْ وَقَدْ أُرْسِيَتْ بِالْجِبَالِ فَلَمْ تَدْرِ الْمَلَائِكَةُ مِمَّ خُلِقَتِ الْجِبَالُ، {وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا} [النحل: 15] أَيْ: وَجَعَلَ فِيهَا أَنْهَارًا وَطُرُقًا مختلفة {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [النحل: 15] إِلَى مَا تُرِيدُونَ فَلَا تَضِلُّونَ.
[16] {وَعَلَامَاتٍ} [النحل: 16] يَعْنِي: مَعَالِمَ الطُّرُقِ. قَالَ بَعْضُهُمْ: ها هنا تَمَّ الْكَلَامُ ثُمَّ ابْتَدَأَ، {وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [النحل: 16] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ وَالْكَلْبِيُّ: أراد بالعلامات الجبال والجبال تَكُونُ عَلَامَاتِ النَّهَارِ وَالنُّجُومُ عَلَامَاتُ اللَّيْلِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: أَرَادَ بِالْكُلِّ النُّجُومَ مِنْهَا مَا يَكُونُ عَلَامَاتٍ ومنها ما يهتدون به.
[17] {أَفَمَنْ يَخْلُقُ} [النحل: 17] يَعْنِي: اللَّهَ تَعَالَى، {كَمَنْ لَا يَخْلُقُ} [النحل: 17] يعني: الأصنام، {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [النحل: 17]
[18] {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل: 18] لِتَقْصِيرِكُمْ فِي شُكْرِ نِعَمِهِ {رَحِيمٌ} [النحل: 18] بِكُمْ حَيْثُ وَسَّعَ عَلَيْكُمُ النِّعَمَ وَلَمْ يَقْطَعْهَا عَنْكُمْ بِالتَّقْصِيرِ وَالْمَعَاصِي.
[19] {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} [النحل: 19]
[20] {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [النحل: 20] يَعْنِي: الْأَصْنَامَ، وَقَرَأَ عَاصِمٌ وَيَعْقُوبُ (يَدْعُونَ) بِالْيَاءِ. {لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} [النحل: 20]
[21] {أَمْوَاتٌ} [النحل: 21] أَيِ: الْأَصْنَامُ {غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ} [النحل: 21] يعني الأصنام {أَيَّانَ} [النحل: 21] متى {يُبْعَثُونَ} [النحل: 21] وَالْقُرْآنُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْأَصْنَامَ تُبْعَثُ وَتُجْعَلُ فِيهَا الْحَيَاةُ فَتَتَبَرَّأُ مِنْ عَابِدِيهَا وَقِيلَ: مَا يَدْرِي الْكُفَّارُ عَبَدَةُ الْأَصْنَامِ مَتَى يُبْعَثُونَ.

[1] أخرجه ابن حبان في المجروحين 3 / 108 وذكره الزمخشري في الفائق 3 / 305 وابن الأثير في النهاية 4 / 305 والزيلعي في نصب الراية 2 / 103.
نام کتاب : مختصر تفسير البغوي المسمي بمعالم التنزيل نویسنده : عبد الله الزيد    جلد : 4  صفحه : 501
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست