responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال القران نویسنده : سيد قطب    جلد : 5  صفحه : 3000
على ضوء ذلك القصص الذي سبق به الشوط الثاني في السورة، وما اشتمل عليه من حقيقة الصلة بين الله وعباده، ومن أخذه المكذبين بهذه الحقيقة، الذين يعبدون غير الله أو يشركون معه بعض خلقه. وعلى ضوء تلك الحقيقة ذاتها كما تضمنها الدرس الأول في السورة.. يوجه في هذا الشوط الأخير من السورة الرسول- صلّى الله عليه وسلّم- أن يناقش معهم تلك الأسطورة التي يزعمون فيها أن الملائكة بنات الله. والأسطورة الأخرى التي يزعمون فيها أن بينه- سبحانه- وبين الجنة نسبا. وأن يواجههم بما كانوا يقولونه قبل أن تأتيهم هذه الرسالة من تمنيهم أن يرسل الله فيهم رسولا، ومن أنهم على استعداد للهدى لو جاءهم رسول. وكيف كفروا عند ما جاءهم الرسول.. وتختم السورة بتسجيل وعد الله لرسله أنهم هم الغالبون، وبتنزيه الله سبحانه عما يصفون.
والتوجه بالحمد لله رب العالمين..
«فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ؟ أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ؟ أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ: وَلَدَ اللَّهُ. وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ. أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ؟ ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ؟ أَفَلا تَذَكَّرُونَ؟ أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ؟ فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ» ..
إنه يحاصر أسطورتهم في كل مساربها ويحاجهم بمنطقهم ومنطق بيئتهم التي يعيشون فيها. وهم كانوا يؤثرون البنين على البنات ويعدون ولادة الأنثى محنة، ويعدون الأنثى مخلوقا أقل رتبة من الذكر. ثم هم هم الذين يدعون أن الملائكة إناث. وأنهم بنات الله! فهو هنا يستطرد معهم وفق منطقهم، ويأخذهم به ليروا مدى تهافت الأسطورة وسخفها حتى بمقاييسهم الشائعة:
«فَاسْتَفْتِهِمْ.. أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ» ؟
أإذا كان الإناث أقل رتبة كما يدعون جعلوا لربهم البنات واستأثروا هم بالبنين؟! أو اختار الله البنات وترك لهم البنين؟! إن هذا أو ذاك لا يستقيم! فاسألهم عن هذا الزعم المتهافت السقيم.
واستفتهم كذلك عن منشأ الأسطورة كلها. من أين جاءهم علم أن الملائكة إناث؟ وهل هم شهدوا خلقهم فعرفوا جنسهم؟
«أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ؟» .
ويستعرض نص مقولتهم المفتراة الكاذبة على الله:
«أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ: وَلَدَ اللَّهُ. وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ» ..
وهم كاذبون حتى بحكم عرفهم الشائع ومنطقهم الجاري في اصطفاء البنين على البنات. فكيف اصطفى الله البنات على البنين؟
«أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ» ! ويعجب من حكمهم الذي ينسون فيه منطقهم الجاري:
«ما لَكُمْ؟ كَيْفَ تَحْكُمُونَ؟ أَفَلا تَذَكَّرُونَ؟» .
ومن أين تستمدون السند والدليل على الحكم المزعوم؟
«أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ؟ فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ» ..
نام کتاب : في ظلال القران نویسنده : سيد قطب    جلد : 5  صفحه : 3000
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست