responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال القران نویسنده : سيد قطب    جلد : 2  صفحه : 1021
وهي الآية 141، نزلت في ثابت بن قيس شماس الأنصاري.. وقال ابن جريج والماوردي: نزلت في معاذ ابن جبل.
والرواية عن الآية الأولى محتملة بسبب أن فيها ذكرا للكتاب الذي جاء به موسى نوراً وهدى للناس، ومواجهة لليهود في قوله تعالى: «تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها» .. وإن كان هناك روايات أخرى عن مجاهد، وعن ابن عباس أن الذين قالوا: ما أنزل الله على بشر من شيء هم مشركو مكة وأن الآية مكية. وهناك قراءة:
«قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا» ...
فهي على هذه القراءة خبر عن اليهود وليست خطابا لهم. وسياق الآية كله عن المشركين. وقد رجح ابن جرير هذه الرواية واستحسن هذه القراءة.. وعلى هذا تكون الآية مكية..
وأما الآية الثانية فالسياق لا يحتمل أن تكون مدنية. لأن السياق بدونها ينقطع ما قبلها فيه عما بعدها في المعنى وفي العبارة. والحديث متصل عن إنشاء الله للجنات المعروشات، وعن جعله حمولة وفرشا من الأنعام في الآية التي تليها: «وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ، وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ» ..
ثم يمضي السياق في تكملة الحديث عن الأنعام، الذي كان قد بدأه قبل آية الثمار.. يجمعها كلها موضوع واحد، هو الذي تحدثنا عنه في الفقرة السابقة الخاصة بقضية التحريم والتحليل والنذور.
وإنما الذي جعل بعضهم يعتبرها مدنية هو ما جاء فيها من قوله تعالى: «كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ» .. واعتبارهم هذا الأمر يعني الزكاة. والزكاة لم تتقرر بأنصبتها المحددة في الزروع والثمار إلا في المدينة.. ولكن هذا المعنى ليس متعينا في الآية. إذ أن هناك أقوالا مأثورة في تفسيرها بأنها تعني الصدقات، أو بأنها تعني الإطعام منها لمن يمر بهم يوم الحصاد أو جني الثمار أو لقرابتهم.. وأن الزكاة حددت فيما بعد بالعشر ونصف العشر.. وعلى هذا تكون الآية مكية.
وقال الثعلبي: سورة الأنعام مكية إلا ست آيات نزلت بالمدينة: «وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ» .. إلى آخر ثلاث آيات. و «قُلْ: تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ» .. إلى آخر ثلاث آيات..
والآيات الأولى بينا مكيتها، إذ ينطبق على الآيتين الثانية والثالثة من هذه المجموعة ما ينطبق على الآية الأولى منها..
أما المجموعة الثانية فليس هناك- فيما وصل إليه اطلاعي- رواية عن صحابي ولا تابعي عن كونها مدنية وليس في موضوعها ما يدعو إلى اعتبارها مدنية. وهي تتحدث عن تصورات جاهلية وهي متصلة بموضوع التحريم والتحليل في الذبائح والنذور الذي سبق الحديث عنه، اتصالا وثيقا.. لذلك نميل إلى اعتبارها مكية كذلك..
وفي المصحف الأميري أن الآيات (20، 23، 91، 92، 114، 141، 151، 152، 153) مدنية. وقد تحدثنا عن الآيات (91، 92) و (141) و (151- 153) وليس في الآيات (20، 23، 114) ما يدعو إلى الظن بأنها مدنية إلا ذكر أهل الكتاب فيها. وهذا ليس دليلا فقد ورد مثل هذه في الآيات المكية..
لهذا كله نحن نميل إلى اعتبار الروايات المطلقة، التي تنص على أن السورة نزلت بجملتها في مكة في ليلة واحدة. وقد وردت عن ابن عباس وعن أسماء بنت يزيد، وفي الرواية عن أسماء تحديد للرواية بحادث مصاحب على النحو التالي:
نام کتاب : في ظلال القران نویسنده : سيد قطب    جلد : 2  صفحه : 1021
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست