responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زاد المسير في علم التفسير نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 4  صفحه : 185
ابن قتيبة، المعنى: تَدلَّى فدنا، لأنه تَدَلَّى للدُّنُوِّ، ودنا بالتَّدلِّي، وقال الزجاج: دنا بمعنى قَرُبَ، وتدلى:
زاد في القُرْب، ومعنى اللفظتين واحد. وقال غيرهم: أصل التَّدَلِّي: النُّزول إلى الشيء حتى يقرب منه، فوُضع موضع القُرْب. وفي المشار إليه بقوله: «ثُمَّ دنا» ثلاثة أقوال [1] : أحدها، أنه الله عزّ وجلّ.
(1355) روى البخاري ومسلم في الصحيحين. من حديث شريك بن أبي نَمِر عن أنس بن مالك قال: دنا الجبّار ربُّ العِزَّة فتدلَّى حتى كان منه قابَ قوسين أو أدنى.
(1356) وروى أبو سلمة عن ابن عباس: «ثم دنا» قال: دنا ربُّه فتدلَّى.
وهذا اختيار مقاتل. قال: دنا الرَّبُّ من محمد ليلةَ أُسْرِي به، فكان منه قابَ قوسين أو أدنى. وقد كشفتُ هذا الوجه في كتاب المُغْني وبيَّنتُ أنه ليس كما يخطُر بالبال من قُرب الأجسام وقطع المسافة، لأن ذلك يختص بالأجسام، والله منزَّه عن ذلك. والثاني: أنه محمد دنا من ربِّه، قاله ابن عباس، والقرظي. والثالث: أنه جبريل. ثم في الكلام قولان: أحدهما: دنا جبريلُ بعد استوائه بالأفق الأعلى من الأرض، فنزل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قاله الحسن، وقتادة. والثاني: دنا جبريلُ من ربّه عزّ وجلّ فكان منه قابَ قوسين أو أدنى، قاله مجاهد.
قوله تعالى: فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى وقرأ ابن مسعود، وأبو رزين: «فكان قاد قوسين» بالدال.
وقال أبو عبيدة: القابُ والقادُ: القَدْر. وقال ابن فارس: القابُ: القدر. ويقال: بل القاب: ما بين

من طريق مجالد عن الشعبي به. وأخرجه البخاري 3234 من طريق ابن عون عن القاسم عن عائشة به.
وأخرجه ابن خزيمة في «التوحيد» ص 225 من طريق أبي معشر عن إبراهيم عن مسروق به. وأخرجه أبو عوانة [1]/ 155 من طريق بيان عن قيس عن عائشة به. ولفظ البخاري برقم 3235: عن مسروق قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: فأين قوله: ثم دنا فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى، قالت: ذاك جبريل كان يأتيه في صورة الرجل، وإنما أتاه هذه المرة في صورته التي هي صورته، فسدّ الأفق.
شاذ، أخرجه البخاري 7517 ومسلم 162 ح 262 كلاهما من طريق شريك بن أبي نمر عن أنس، وشريك متكلم فيه، وقد تفرد في حديث الإسراء بعشرة أشياء لم يتابع عليها، ومنها هذه العبارة، وهي من منكراته.
انظر ما ذكره الحافظ في «الفتح» 13/ 480- 483.
صحيح. أخرجه مسلم 176 ح 286 والنسائي في «التفسير» 555 والطبري 32466 من طرق عن الأعمش به. وأخرجه مسلم 176 ح 285 عن ابن أبي شيبة وأبي سعيد الأشج به. وأخرجه الترمذي 3280 وابن خزيمة ص 200 والطبري 32489 وابن حبان 57 والطبراني 10727 والبيهقي في «الأسماء والصفات» 933 من طريق محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن ابن عباس.

[1] قال ابن كثير في «تفسيره» 4/ 293: وقوله: فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى أي فاقترب جبريل إلى محمد لما هبط إلى الأرض حتى كان بينه وبين محمد صلّى الله عليه وسلم قاب قوسين أي بقدرهما إذا مدّا. وهو قول عائشة، وابن مسعود، وأبي ذر، وأبي هريرة. وقد روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس أنه قال: رأى محمد ربّه بفؤاده مرتين فجعل هذه إحداهما وحديث شريك عن أنس في حديث الإسراء: «ثم دنا الجبار رب العزة فتدلى» تكلم الناس في متن هذه الرواية وذكروا أشياء فيها من الغرابة فإن صح فهو محمول على وقت آخر وقصة أخرى، لا أنها تفسير لهذه الآية، فإن هذه الآية كانت ورسول الله صلّى الله عليه وسلم في الأرض لا ليلة الإسراء، ولهذا قال بعده:
وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى فهذه ليلة الإسراء والأولى كانت في الأرض.
نام کتاب : زاد المسير في علم التفسير نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 4  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست