responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زاد المسير في علم التفسير نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 2  صفحه : 225
(659) وروي عن ابن عمر قال: لما أشار عمر بقتلهم وفاداهم رسول الله أنزل الله تعالى «ما كان لنبي» إلى قوله «حلالاً طيبا» ، فلقي النبيّ صلى الله عليه وسلم عمر فقال «كاد يصيبنا في خلافك بلاء» .
فأما الأسرى، فهو جمع أسير، وقد ذكرناه في سورة البقرة [1] . والجمهور قرءوا «أن يكون له» بالياء، لأنّ الأسرى مذكّر. وقرأ أبو عمرو «أن تكون» ، قال أبو علي: أنَّثَ على لفظ الأسرى، لأن الأسرى وإن كان المراد به التذكير والرجال فهو مؤنّث اللفظ. والأكثرون قرءوا «أسرى» وكذلك «لمن في أيديكم من الأسرى» . وقرأ أبو جعفر، والمفضل «أُسارى» في الموضعين، ووافقهما أبو عمرو، وأبان في الثاني. قال الزجاج: والإثخان في كل شيء: قُوَّة الشيء وشِدَّته. يقال: قد أثخنه المرض: إذا اشتدت قُوَّته عليه. والمعنى: حتى يبالغ في قتل أعدائه. ويجوز أن يكون المعنى: حتى يتمكن في الأرض. قال المفسرون: معنى الآية: ما كان لنبي أن يحبس كافراً قدر عليه للفداء أو المن قبل الإثخان في الارض. وكانت غزاة بدر أول قتال قاتله رسول الله، ولم يكن قد أثخن في الأرض بعد. تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وهو المال. وكان أصحاب رسول الله قد فادوا يومئذ بأربعة آلاف أربعة آلاف. وفي قوله تعالى: وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ قولان: أحدهما: يريد لكم الجنة، قاله ابن عباس. والثاني: يريد العمل بما يوجب ثواب الآخرة، ذكره الماوردي.
فصل: وقد روي عن ابن عباس، ومجاهد في آخرين: أن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً [2] ، وليس للنسخ وجه، لأن غزاة بدر كانت وفي المسلمين قِلَّةٌ فلما كثروا واشتدَّ سلطانُهم، نزلت الآية الأخرى، ويبيّن هذا قوله تعالى: حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ.

[سورة الأنفال (8) : آية 68]
لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (68)
قوله تعالى: لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ في معناه خمسة أقوال [3] : أحدها: لولا أن الله كتب في أمّ

حسن. أخرجه الحاكم في «المستدرك» [2]/ 329 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: صحيح على شرط مسلم، وهو كما قال: لكن إبراهيم بن مهاجر أحد رجال الإسناد، وإن روى له مسلم، فقد لينه غير واحد بسبب سوء حفظه. وذكره الواحدي في «أسباب النزول» 486 عن ابن عمر:
استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأسارى أبا بكر فقال: قومك وعشيرتك خل سبيلهم. واستشار عمر فقال: اقتلهم:
ففاداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله ما كانَ ... إلى قوله تعالى فَكُلُوا ... قال فلقي النبي لي الله عليه وسلم عمر فقال «كاد أن يصيبنا في خلافك بلاء» . وله شاهد من حديث ابن مسعود. أخرجه أحمد [1]/ 383 والحاكم [3]/ 21 وأبو يعلى 5188. والواحدي 487، ورجاله ثقات لكن فيه إرسال بين أبي عبيدة وأبيه ابن مسعود. وانظر «تفسير القرطبي» 3271 بتخريجنا.

[1] سورة البقرة: 85.
[2] سورة محمد: 4.
[3] قال الطبري في «تفسيره» 6/ 291. وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، ما قد بيناه قبل وذلك أن قوله: لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ خبر عام غير محصور على معنى دون معنى، وكل هذه المعاني التي ذكرتها عمن ذكرت، مما قد سبق في كتاب الله أنه لا يؤاخذ بشيء منها هذه الآية وذلك. ما عملوا من عمل بجهالة، أو إحلال الغنيمة والمغفرة لأهل بدر، وكل ذلك مما كتب لهم وإذ كان ذلك كذلك، فلا وجه لأن يخص من ذلك معنى دون معنى وقد عم الله الخبر بطل ذلك بغير دلالة توجب صحة القول بخصوصه.
نام کتاب : زاد المسير في علم التفسير نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 2  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست