responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زاد المسير في علم التفسير نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 2  صفحه : 196
المؤمنين، فأمرهم رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فخلّوا سبيله، وطعنه النبيّ صلّى الله عليه وسلم بحربته، فسقط أُبيٌّ عن فرسه، ولم يخرج من طعنته دم، فأتاه أصحابه وهو يخور خوار الثور، فقالوا: إنما هو خدش، فقال: والذي نفسي بيده، لو كان الذي بي بأهل الحجاز لماتوا أجمعون، فمات قبل أن يَقْدَم مكة فنزلت هذه الآية، رواه سعيد بن المسيب عن أبيه.
(620) والثالث: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم رمى يوم خيبر بسهم، فأقبل السهم يهوي حتى قتل ابن أبي الحَقيق وهو على فراشه، فنزلت هذه الآية، ذكره أبو سليمان الدمشقي في آخرين.
قوله تعالى: وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ اختلفوا في معنى إضافة قتلهم إليه على أربعة أقوال [1] :
أحدها: أنه قتلهم بالملائكة الذين أرسلهم. والثاني: أنه أضاف القتل إليه لأنه تولَّى نصرهم. والثالث:
لأنه ساقهم إلى المؤمنين، وأمكنهم منهم. والرابع: لأنه ألقى الرعب في قلوبهم. وفي قوله تعالى:
وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ثلاثة أقوال: أحدها: أن المعنى: وما ظفرت أنت ولا أصبت، ولكن الله اظفرك وأيدك، قاله أبو عبيدة. والثاني: وما بلغ رميُك كفاً من تراب أو حصى أن تملأ عيون ذلك الجيش الكثير، إنما الله تولى ذلك قاله الزجاج. والثالث: وما رميت قلوبهم بالرعب إذ رميت وجوههم بالتراب ذكره ابن الأنباري.
قوله تعالى: وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً أي: لُينعم عليهم نعمة عظيمة بالنصر والأجر.
إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ لدعائهم عَلِيمٌ بنيَّاتهم. قوله تعالى: ذلِكُمْ قال الزّجّاج: موضعه رفع

موسى بن عقبة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه. وعلى هذا هو موصول، وإسناده صحيح على شرط البخاري، وصححه الحاكم على شرطهما! ووافقه الذهبي! ولعل ذكر «أبيه» وهم من بعض النساخ لأنه قول مرجوح. وقد أخرجه الطبري 15842 عن الزهري وقد صوب الإمام ابن العربي كون ذلك في غزوة بدر.
وكذا قال الحافظ ابن كثير 2/ 370: وهذا القول عن هذين الإمامين غريب جدا ولعلهما أرادا أن الآية تتناوله بعمومها، ونقله الشوكاني عنه في «فتح القدير» 2/ 339 ووافقه.
لم أقف عليه. وعزاه ابن كثير في «التفسير» 2/ 370 لعبد الرحمن بن جبير بن نفير، وقال: وهذا غريب، لأن سياق الآية في سورة الأنفال في قصة بدر لا محالة، وهذا مما لا يخفى على أهل العلم اه.

[1] قال الطبري في «تفسيره» الآية وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ 6/ 202: يقول الله تعالى ذكره للمؤمنين به وبرسوله، فمن شهد بدرا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقاتل أعداء دينه معه من كفار قريش: فلم تقتلوا المشركين، أيها المؤمنون، أنتم.
ولكن الله قتلهم.
وأضاف جل ثناؤه قتلهم إلى نفسه، ونفاه عن المؤمنين به الذين قاتلوا المشركين إذ كان جل ثناؤه هو مسبب قتلهم، وعن أمره كان قتال المؤمنين إياهم. ففي ذلك أول الدليل على فساد قول المنكرين أن يكون لله في أفعال خلقه صنع به وصلوا إليها. وكذلك قوله لنبيه عليه السلام: وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى فأضاف الرمي إلى نبي الله، ثم نفاه وأخبر عن نفسه أنه هو الرامي. إذ كان جل ثناؤه هو الموصل المرمي به إلى الذين رموا به من المشركين والمسبب الرمية لرسوله. فيقال للمنكرين ما ذكرنا: قد علمتم إضافة الله رمي نبيه صلّى الله عليه وسلم المشركين إلى نفسه بعد وصفه نبيه له، وإضافته إليه، وذلك فعل واحد، كان من الله تسبيبه وتسديده ومن رسول الله صلّى الله عليه وسلم القذف والإرسال فما تنكرون أن يكون كذلك سائر أفعال الخلق المكتسبة: من الله الإنشاء والإنجاز بالتسبيب، ومن الخلق الاكتساب بالقوى؟ فلن يقولوا في أحدهما قولا إلا ألزموا في الآخر مثله. ا. هـ.
نام کتاب : زاد المسير في علم التفسير نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 2  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست