responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روح البيان نویسنده : إسماعيل حقي    جلد : 10  صفحه : 325
هما يتعاقبان فيها فكذا المؤمن لا يخلو من نور الايمان والعمل الصالح ومن ظلمة العمل الفاسد والفكر الكاسد ولذ قال عليه السلام لعلى رضى الله عنه يا على إذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة فاذا كان يوم القيامة يلقى الله الليل فى جهنم والنهار فى الجنة فلا يكون فى الجنة ليل كما لا يكون فى النار نهار يعنى ان النهار فى الجنة هو نور ايمان المؤمن ونور عمله الصالح بحسب مرتبته والليل فى النار هو ظلمة كفر الكافر وظلمة عمله السيئ فكما ان الكفر لا يكون ايمانا فكذا الليل لا يكون نهار والنار لا تكون نورا فيبقى كل من اهل النور والنار على صفته الغالبة عليه واما القلب وحاله بحسب التجلي فهو على عكس حال القالب فان نهاره المعنوي لا يتعاقب عليه ليل وان كان يطرأ عليه استتار فى بعض الأوقات وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها اى قبل ذلك كقوله تعالى من بعد الذكر اى قبل القرآن بسطها ومهدها لسكنى أهلها وتقلبهم فى أقطارها وقال بعضهم بعد على معناه الأصلي من التأخر فان الله خلق الأرض قبل خلق السماء من غير أن يدحوها ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سموات ثم دحا الأرض بعد ذلك وقال فى الإرشاد انتصاب الأرض بمضمر يفسره دحاها وذلك اشارة الى ما ذكر من بناء السموات ورفع سمكها وتسويتها وغيرها لا الى أنفسها وبعدية الدحو عنها محمولة على البعدية فى الذكر كما هو المعهود فى السنة العرب والعجم لا فى الوجود فان اتفاق الأكثر على تقدم خلق الأرض وما فيها على خلق السماء وما فيها وتقديم الأرض لا يفيد القصر وتعيين البعدية فى الوجود لما عرفت من ان انتصابه بمضمر مقدم قد حذف على شريطة التفسير لا بما ذكر بعده ليفيد ذلك وفائدة تأخيره فى الذكر اما التنبيه عل انه قاصر فى الدلالة على القدرة القاهرة بالنسبة الى احوال السماء واما الاشعار بانه ادخل فى الإلزام لما ان المنافع المنوطة بما فى الأرض اكثر وتعلق مصالح الناس بذلك اظهر واحاطتهم بتفاصل أحواله أكمل وقد مر ما يتعلق بهذا المقام فى سورة حم السجدة أَخْرَجَ مِنْها ماءَها بأن فجر منها عيونا واجرى أنهارا وَمَرْعاها اى رعيها بالكسر بمعنى الكلأ وهو فى الأصل موضع الرعي بالفتح نسب الماء والمرعى الى الأرض من حيث انهما منها يظهر ان وتجريد الجملة عن العاطف لانها بيان وتفسير لدحاها او تكملة له فان السكنى لا تتاتى بمجرد البسط والتمهيد بل لا بد من تسوية امر المعاش من المأكل والمشرب حتما وَالْجِبالَ منصوب بمضمر يفسر قوله أَرْساها اى أثبتها واثبت بها الأرض ان تميد بها وهذا تحقيق للحق وتنبيه على ان الرسو المنسوب إليها فى مواضع كثيرة من التنزيل بالتعبير عنها بالرواسى ليس من مقتضيات ذواتها بل هو بارسائه تعالى ولولاه لما ثبتت فى نفسها فضلا عن إثباتها للارض مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ مفعول له بمعنى تمتيعا والانعام جمع نعم بفتحتين وهى المال الراعية بمعنى المواشي وفى الصحاح واكثر ما يقع هذا الاسم على الإبل والمراد هنا ما يكون عاما للابل والبقر والغنم من الضأن والمعز أي فعل ذلك تمتيعا ومنفعة لكم ولانعامكم لان فائدة ما ذكر من البسط والتمهيد وإخراج الماء والمرعى واصلة إليهم والى أنعامهم فان المراد بالمرعى ما يعم ما يأكله الإنسان

نام کتاب : روح البيان نویسنده : إسماعيل حقي    جلد : 10  صفحه : 325
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست