responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير التفسير للقطان نویسنده : القطان، إبراهيم    جلد : 3  صفحه : 384
كلاّ: تأتي لمعانٍ أربعة:
الأول: ان تكون للردع والزجر، وهو الغالبُ في استعمالها، مثل قوله تعالى {قَالَ أَصْحَابُ موسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: 61، 62] والمعنى انتهوا عن القول.
الثاني: ان تكون للرد والنفي فتردّ شيئا وتثبت آخر مثل ان يقول المريضُ الذي لم يعمل ينصح طبيبه: شربتُ ماء، فيقول الطبيب: كلا، بل شربتَ لبنا. معناه ما شربت ماء، ولكنْ شربتَ لبنا.
الثالث: تكون بمعنى ألا، يُستفتح بها الكلامُ للتنبيه، مثل قوله تعالى: {كَلاَّ إِنَّ الإنسان ليطغى أَن رَّآهُ استغنى} [العلق: 6، 7] .
الرابع: ان تجيء جواباً بمعنى حقاً وتكون مع القسَم، مثل قوله تعالى هنا: {كَلاَّ والقمر} ومعناه حقاً، وأُقسم بالقمر الخ. . . .
أدبر: ولى. أسفر: اضاء. انها لإحدى الكبر: غن جهنم لاحدى الدواهي الكبيرة. رهينة: مرتهنة بعملها. ما سَلككم: ما ادخلكم. نخوض مع الخائضين: نخالط اهل الباطل في باطلهم وكثر من الكلام الذي لا خير فيه. حتى أتانا اليقين: حتى اتانا الموت. مستنفرة: نافرة، هاربة. القسورة: الأسد. منشَّرة: منشورة.
كلا: لا سبيلَ لكم إلى إنكار سقَرَ وصفتها المخيفة. وأُقسِم بالقمر، وبالليلِ إذا ولّى وذهب، وبالصُّبح إذا تبلّج وأضاء - إن جهنّم لإحدى البلايا الكبار والدواهي العِظام لإنذار البشَر لمن شاءَ ان يقبلَ الإنذارَ او يتولّى عنه.
وهذا تهديد وإعلام بأن من تقدم الى الطاعة والايمان بمحمد A جازاه الله بثواب لا ينقطع ابدا، ومن تأخر عن الطاعة ولم يؤمن بمحمد عوقب عقابا لا ينقطع ابدا.
{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}
فهي محبوسة بعملها، مرهونة عند الله بكسْبها. {إِلاَّ أَصْحَابَ اليمين} لأنهم فكّوا رقابَهم بحُسْنِ أعمالهم، وبطاعتهم وإيمانهم. . ولذلك فانهم {فِي جَنَّاتٍ يَتَسَآءَلُونَ عَنِ المجرمين} ؟ .
فقد جزاهم الله أحسنَ الجزاءِ فهم في غرفاتِ الجناتِ يسألُ بعضهم بعضاً عن المجرمين. ويقولون لهم: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ؟} ما الذي أدخلكم جهنم؟ فاجابوهم أن هذا العذابَ الذي هم فيه سببه اربعة أمور:
الاول: {قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ المصلين} لم نصلِّ مطلقا لاننا لم نكن نعتقد بوجوب الصلاة علينا.
الثاني: {وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ المسكين} ولم نكن من المحسنين، ولم نتصدق بفضل اموالنا على الفقراء والمساكين.
الثالث: {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الخآئضين} وكنا لا نبالي بالخوض في الباطل مع من يخوض فيه، ونكثر من الكلام الذي لا خير فيه: في حق محمد واصحابه، وفي امر القرآن فنقول انه سحر وشعر وكهانة.
الرابع: {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدين} وكنا نكذب بيوم القيامة، ولم يؤمن بالبعث والنشور والجزاء والحساب، {حتى أَتَانَا اليقين} حتى جاءنا الموت فعرفنا اننا كنا في ضلال تائهين.
ولذلك قال الله تعالى معقبا على اعترافهم بجرمهم {فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشافعين} فهم بعد اتصافهم بهذه الصفات واعترافهم بجريمتهم لا يمكن ان يشفع لهم احد، لأن لهم النار خالدين فيها ابدا.

نام کتاب : تيسير التفسير للقطان نویسنده : القطان، إبراهيم    جلد : 3  صفحه : 384
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست