responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان نویسنده : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    جلد : 5  صفحه : 71

من جملة الناس لأنهم أشبه بالنسناس (أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُ) [الأعراف : ١٧٩] أو قوله ثانيا (وَكَثِيرٌ) تكرار للأول لأجل المبالغة كأنه قيل : وكثير من الناس حق عليهم العذاب ، وباقي الآية دليل على أن الكل بقضائه وقدره والإكرام والإهانة من عنده وبسابق علمه وسابق مشيئته ، فمن أهانه في الأزل لم يكرمه أحد إلى الأبد. عن ابن عباس أن قوله (هذانِ خَصْمانِ) راجع إلى أهل الأديان الستة أي هما فوجان أو فريقان خصمان والخصم صفة وصف بها المحذوف. وإنما قيل (اخْتَصَمُوا) نظرا إلى المعنى. وقيل : إن أقل الجمع اثنان. ومعنى (فِي رَبِّهِمْ) أي في دينه وصفاته فقال المؤمنون في شأنه قولا وقال الكافرون قولا. وروي أن أهل الكتاب قالوا للمؤمنين نحن أحق بالله وأقدم منكم كتابا ونبينا قبل نبيكم. وقال المؤمنون : نحن أحق بالله منكم آمنا بالله وبمحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبنبيكم وبجميع الكتب وأنتم تعرفون كتابنا ونبينا ثم تتركونه حسدا فنزلت. وعن قيس بن عبادة عن أبي ذر الغفاري أنه كان يحلف بالله أنها نزلت في ستة نفر من المسلمين : علي وحمزة وعبيدة بن الحرث ، ومن المشركين عتبة وشيبة والوليد بن عتبة. فقال علي رضي‌الله‌عنه : أنا أول من يجثو للخصومة بين يدي الله تعالى يوم القيامة. وعن عكرمة هما الجنة والنار. قالت النار : خلقني الله لعقوبته. وقالت الجنة : خلقني الله لرحمته ، فقص الله من خبرهما على محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم والأقرب هو الأول. وقوله (فَالَّذِينَ كَفَرُوا) فصل الخصومة المعني بقوله (إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ) وقوله (قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ) فيه أنه تعالى يقدر لهم نيرانا على مقادير جثثهم تشتمل عليهم كما تقطع الثياب الملبوسة ، أو المراد أن تلك النيران مظاهرة عليهم كالثياب المظاهرة على اللابس بعضها فوق بعض. وعن سعيد بن جبير أن قوله (مِنْ نارٍ) أي من نحاس أذيب بالنار كقوله (سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ) [إبراهيم : ٥٠] والحميم الماء الحار. عن ابن عباس : لو سقطت منه نقطة على جبال الدنيا لأذابتها. ومعنى (يُصْهَرُ) يذاب صهرت الشيء فانصهر أي أذبته فذاب فهو صهير أي يذيب أمعاءهم وأحشاءهم كما يذيب جلودهم وهو أبلغ من قوله (وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ) [محمد : ١٥] لأن تأثير الشيء من الظاهر في الباطن أبلغ من تأثيره في الباطن. قال في الكشاف : المقامع السياط وقال الجوهري : المقمعة واحدة المقامع (مِنْ حَدِيدٍ) كالمحجن يضرب على رأس الفيل. وفي الحديث «لو وضعت مقمعة منها في الأرض فاجتمع عليها الثقلان ما أقلوها» [١] والإعادة لا تكون إلا بعد الخروج ففي الآية إضمار أي (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍ) فخرجوا (أُعِيدُوا فِيها) أو المراد بالإرادة المداناة والمشارفة كقوله (يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَ)


[١] رواه أحمد في مسنده (٣ / ٢٩).

نام کتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان نویسنده : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    جلد : 5  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست