responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان نویسنده : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    جلد : 5  صفحه : 546

السورة (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ) وقد مر وهذا كلام مطابق من حيث المعنى كأنه قال : لتنذر من كان حيا ويحق القول على من كان ميتا لأن الكافر في عداد الموتى. ثم عاد إلى تقرير دلائل الوحدانية مع تعداد النعم فقال (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ) أي من جملة ما عملته (أَيْدِينا) فاستعار عمل الأيدي لتفرده بالأحداث والإيجاد مع اشتمال المحدث والموجد على غرائب وعجائب حتى قال فيه (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) [الغاشية : ١١] وقوله (فَهُمْ لَها مالِكُونَ) إشارة إلى إتمام الإنعام في خلق الأنعام. وقوله (وَذَلَّلْناها لَهُمْ) إشارة إلى ما فوق التمام فقد يملك الشيء ولا يكون مسخرا ، ومن الذي يقدر على تذليل الإبل لو لا أمر الله بتسخيرها حتى قال بعضهم :

يصرفه الصبيّ بكل وجه

ويحبسه على الخسف الجرير

وتضربه الوليدة بالهراوي

فلا غير لديه ولا نكير

والجرير حبل يجعل للبعير بمنزلة العذار للدابة. ومن زعم أن الملك بمعنى الضبط من قوله : لا أملك رأس البعير أن يفر. يلزمه التكرار. ثم فصل بعض منافعها بقوله (فَمِنْها رَكُوبُهُمْ) والركوب والركوبة ما يركب كالحلوب والحلوبة ، والتاء للمبالغة. وقيل : للوحدة والمنافع كالجلود والأوبار والأصواف ، ذكرها بالاسم العام لما في تفصيلها من الطول. والمشارب جمع مشرب وهو موضع الشرب أي الأواني المتخذة من جلودها ، أو هو الشرب كالألبان والاسمان.

وحين وبخهم على عدم الشكر بقوله (أَفَلا يَشْكُرُونَ) زاد في توبيخهم بقوله (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً) أي وضعوا الشرك مكان الشكر فلا أظلم منهم. وفي قوله (لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ) إلى قوله (مُحْضَرُونَ) وجهان : أحدهما أنهم طمعوا في أن يتقوّوا بهم ويعتضدوا بمكانهم والأمر عكس ذلك حيث هم جند لآلهتهم معدّون يخدمونهم ويذبون عنهم من غير نفع في آلهتهم. وثانيهما اتخذوهم لينصروهم عند الله بالشفاعة ، والأمر على خلاف ذلك حيث إن آلهتهم يوم القيامة جند محضرون لعذابهم لأنهم يجعلون وقودا للنار. ووجه ثالث وهو أن يكون قوله (وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ) تأكيدا لعدم الاستطاعة فإن من حضر واجتمع ثم عجز عن النصرة يكون في غاية الضعف بخلاف من لم يتأهب ولم يجمع أنصاره. ثم عقب دليل التوحيد بالرسالة مسليا رسوله بقوله (فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ) باتخاذ الشريك لله أو بالطعن في الرسالة أو بالإيذاء والتهديد. ثم علل عدم الحزن بقوله (إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ) من النفاق وسائر العقائد الفاسدة (وَما يُعْلِنُونَ) من الشرك وسائر الأفعال القبيحة ، أو يسرون من المعرفة بالله ويعلنون من العناد. وجوّز جار الله فتح «أن» على تقدير

نام کتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان نویسنده : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    جلد : 5  صفحه : 546
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست