responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان نویسنده : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    جلد : 5  صفحه : 464

الله تعالى ، ومن كان يرجو اليوم الآخر يكون عمله للفوز بنعيم الحنان. وكل هذه المقامات مشروط بالذكر وهو كلمة «لا اله الا الله محمد رسول الله» نفيا وإثباتا ، وهما قدمان للسائرين إلى الله وجناحان للطائرين بالله. (وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ) المجتمعين على إضلالهم وإهلاكهم من النفس وصفاتها ، والدنيا وزينتها ، والشيطان واتباعه (قالُوا) متوكلين على الله (هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ) أن البلاء موكل بالأنبياء والأولياء ثم الأمثل فالأمثل (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ) يتصرفون في الموجودات تصرف الذكور في الإناث (صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) أن لا يعبدوا غيره في الدنيا والعقبى. (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) فوصل إلى مقصده (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) الوصول وهو في السير وهذا حال المتوسطين (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) بريح القهر أذهبت على النفوس فأبطلت شهواتها ، وعلى الشيطان فردت كيده ، وعلى الدنيا فأزالت زينتها. (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ) أي أعانوا النفس والشيطان والهوى على القلوب من أهل الكتاب طالبي الرخص لأرباب الطلب المنكرين أحوال أهل القلوب (مِنْ صَياصِيهِمْ) هي حصون تكبرهم وتجبرهم ، وأنزل وقعهم من حصون اعتقاد أرباب الطلب كيلا يقتدوا بهم ولا يغتروا بأقوالهم ، وقذف بنور قلوبهم في قلوب النفوس والشياطين الرعب (فَرِيقاً تَقْتُلُونَ) وهم النفس وصفاتها والشيطان وأتباعه (وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً) وهم الدنيا وجاهها (وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ) لتنفقوا في سبيل الله وتجعلوها بذر مزرعة الآخرة (وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها) يشير إلى مقامات وكمالات لم يبلغوها فيبلغوها باستعمال الدنيا فإن ذلك بعد الوصول لا يضر لأنه يتصرف بالحق للحق. (قُلْ لِأَزْواجِكَ) فيه إشارة إلى أن حب الدنيا يمنعهن من صحبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مع أنهن محال النطفة الإنسانية في عالم الصورة ، فكيف لا يضر حب الدنيا لأهل القلوب الذين قلوبهم أرحام النطفة الروحانية الربانية ، والأجر العظيم هو لقاء الله العظيم فمن أحب غير الله وإن كان الجنة نقص من الأجر بقدر ذلك إلا محبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لأن محبة الجنة بالحظ دون الحق فيها ما تشتهي الأنفس ، ومحبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالحق لا الحظ (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) [آل عمران : ٣١] ومضاعفة العذاب سقوطهن عن قرب الله وعن الجنة كما أن إيتاء الأجر مرتين عبارة عن هذين ، وكان من دعاء السري السقطي : اللهم إن كنت تعذبني بشيء فلا تعذبني بذل الحجاب. والرزق الكريم رزق المشاهدات الربانية (يا نِساءَ النَّبِيِ) هم الذين أسلموا أرحام قلوبهم لتصرفات ولاية الشيخ ليست أحوالهم كأحوال غيرهم من الخلق (إِنِ اتَّقَيْتُنَ) بالله من غيره (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ) لشيء من الدارين فإن كثيرا من الصادقين خضعوا بالقول لأرباب الدنيا الذين في قلوبهم مرض حب المال والجاه فاستجروهم ووقعوا في ورطة الهلاك والحجاب. فالقول المعروف وهو المتوسط الذي لا

نام کتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان نویسنده : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    جلد : 5  صفحه : 464
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست