responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان نویسنده : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    جلد : 5  صفحه : 451

متاعهم ، أو أنها معرضة للعدو فأكذبهم الله تعالى بقوله (وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ) ثم أظهر ما تكن صدورهم فقال (إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً) ثم بين مصداق ذلك بقوله (وَلَوْ دُخِلَتْ) أي المدينة عليهم من أقطارها أو دخلت عليهم بيوتهم من جوانبها وأكنافها (ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ) أي الارتداد والرجوع إلى الكفر وقتال المسلمين (لَآتَوْها) والحاصل أنهم يتعللون بأعوار بيوتهم ليفروا عن نصرة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولو دخلت عليهم هؤلاء العساكر المتحزبة التي يفرون منها مدينتهم وبيوتهم من نواحيها كلها لأجل النهب والسبي ثم عرض عليهم الكفر ويقال لهم كونوا على المسلمين لتسارعوا إليه وما تعللوا بشيء. ويمكن أن يراد أن ذلك الفرار والرجوع ليس لأجل حفظ البيوت لأن من يفعل فعلا لغرض فإذا فاته الغرض لا يفعله كمن يبذل المال لكيلا يؤخذ منه بيته فإذا أخذ منه البيت لا يبذله ، فأكذبهم الله تعالى بأن الأحزاب لو دخلت بيوتهم وأخذوها منهم لرجعوا عن نصرة المسلمين فتبين أن رجوعهم عنك ليس إلا لكفرهم ومقتهم الإسلام. والضمير في قوله (وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلَّا يَسِيراً) يرجع إلى الفتنة أي لم يلبثوا بإتيان الفتنة أو بإعطائها إلا زمانا يسيرا ريثما يكون السؤال والجواب أو لم يقيموها إلا قليلا ثم تزول وتكون العاقبة للمتقين. ويحتمل عود الضمير إلى المدينة أي وما لبثوا بالمدينة بعد ارتدادهم إلا قليلا فإن الله يهلكهم. قوله (وَلَقَدْ كانُوا) الآية. عن ابن عباس : عاهدوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلة العقبة أن يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم. وقيل : هم قوم غابوا عن بدر فقالوا : لئن أشهدنا الله قتالا لنقاتلن. وعن محمد بن اسحق : عاهدوا يوم أحد أن لا يفروا بعد أن نزل فيهم ما نزل. ثم ذكر أن عهد الله مسؤول عنه وأن ما قضى الله وقدر من الموت حتف الأنف أو من القتل فهو كائن والفرار منه غير نافع ، ولئن فرض أن الفرار منه فتمتعتم بالتأخير لم يكن ذلك التمتع في مراتع الدنيا إلا زمانا قليلا. عن بعض المروانية أنه مر بحائط مائل فأسرع فتليت له هذه الآية فقال : ذلك القليل نطلب. ثم أكد التقرير المذكور بقوله (قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ) الآية. قال جار الله : لا عصمة إلا من السوء فتقدير الكلام : من يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو من يصيبكم بسوء إن أراد بكم رحمة فاختصر الكلام كقوله متقلدا سيفا ورمحا. أي ومعتقلا رمحا. أو حمل الثاني على الأول لما في العصمة من معنى المنع. والمعوقون الذين يمنعون الناس من نصرة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهم المنافقون واليهود (هَلُمَّ إِلَيْنا) معناه قربوا أنفسكم إلينا وقد مر في «الأنعام» في قوله (قُلْ هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ) [الآية : ١٥] وقوله (وَلا يَأْتُونَ) معطوف على (الْقائِلِينَ) لأنه في معنى الذين يقولون. وقوله (إِلَّا قَلِيلاً) أي إلا إتيانا قليلا كقوله (ما قاتَلُوا إِلَّا قَلِيلاً) لقلة الرغبة. وعوز الجد والأشحة جمع شحيح قيل : معناه أضناء بكم أي

نام کتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان نویسنده : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    جلد : 5  صفحه : 451
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست