responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان نویسنده : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    جلد : 3  صفحه : 75

يقال : إن الماء أيضا من جملة الأرض لأنهما جميعا ككرة واحدة. قال علماء المعاني : إنما وصف الدابة بكونها في الأرض والطائر بأنه يطير بجناحيه ليعلم أنهما باقيان على عمومهما إذ بينهما بخواص الجنسين ، ولو لا ذلك لاحتمل أن يقدّر فيهما صفة نحو ترتع أو تصيد فيتخصصا ، أو لأوهم أن المراد بهما غير الجنسين المتعارفين لقوله بعده (إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ) وقد يقول الرجل لعبده طر في حاجتي والمراد الإسراع. قال الحماسي :

طاروا إليه زرافات ووحدانا

وقيل : ذكر (يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ) ليخرج عنه الملائكة ذوو الأجنحة ، فإن المراد ذكر من هو أدون حالا. وقيل : إن الوصف للتأكيد كقولهم : نعجة أنثى. وكما يقال : مشيت إليه برجلي. وإنما جمع الأمم مع أنه أفرد الدابة والطائر ، لأن النكرة المستغرقة في معنى الجمع. قال الفراء : كل صنف من البهائم أمة. وفي الحديث «لو لا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها» [١]. ثم ما وجه المماثلة بين البشر والدابة والطائر؟ نقل الواحدي عن ابن عباس أنه قال : يعرفونني ويوحدونني ويسبحونني كقوله (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) [الإسراء : ٤٤] (كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ) [النور : ٤١] وعن أبي الدرداء : أبهمت عقول البهائم إلا عن معرفة الإله وطلب الرزق. ومعرفة الذكر والأنثى. وهذا قول طائفة عظيمة من المفسرين. وقيل : وجه المماثلة كونها جماعات وكونها مخلوقة بحيث يشبه بعضها بعضا ويأنس بعضها ببعض ويتوالد بعضها من بعض. وضعف بأن هذا أمر معلوم مشاهد لا فائدة في الإخبار عنه. وقيل : هو أنه دبرها وخلقها وتكفل برزقها وأحصى أحوالها وما يجري عليها من العمر والرزق والأجل والسعادة والشقاوة. دليله قوله عقيبه (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ). وقيل : هو أنها تحشر يوم القيامة ويوصل إليها حقوقها وقد جاء في الحديث «يقتص للجماء من القرناء» [٢]. ولكن قوله بعد ذلك (ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) يصير كالمكرر. وعن سفيان بن عيينة : ما في الأرض من آدمي إلا وفيه شبه من بعض البهائم. فمنهم من يقدم إقدام الأسد ، ومنهم من يعدو عدو الذئب ، ومنهم من ينبح نباح الكلب ، ومنهم من يتطوّس كفعال الطاووس ، ومنهم من يشبه الخنزير لو ألقي إليه الطعام الطيب تركه وإذا قام عن رجيعه لعب فيه ، وكذلك نجد من الآدميين من يسمع


[١] رواه أبو داود في كتاب الأضاحي باب ٢١. الترمذي في كتاب الصيد باب ١٦ ، ١٧. النسائي في كتاب الصيد باب ١٠. ابن ماجه في كتاب الصيد باب ٢. أحمد في مسنده (٤ / ٨٥ ، ٨٦) ، (٥ / ٥٤).

[٢] رواه أحمد في مسنده (١ / ٧٢).

نام کتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان نویسنده : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    جلد : 3  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست