responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان نویسنده : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    جلد : 3  صفحه : 406

من كل عدوّ يعرض من البشر. ومعنى الجار هاهنا الدافع عن صاحبه أنواع الضرر كما يدفع الجار عن الجار. (فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ) أي التقى الجمعان بحيث رأت كل واحدة الأخرى (نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ) والنكوص الإحجام عن الشيء أي رجع. (وَقالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ) قيل : كانت يده في يد الحرث بن هشام فلما نكص قال له الحرث إلى أين؟ أتخذلنا في هذه الحالة فقال (إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ) أي من نزول الملائكة ودفع في صدر الحرث وانطلق وانهزموا ، فلما بلغوا مكة قالوا : هزم الناس سراقة فبلغ ذلك سراقة فقال : والله ما شعرت بمسيركم حتى بلغتني هزيمتكم ، فلما أسلموا علموا أنه الشيطان. وفي الحديث : «ما رؤي إبليس يوما أصغر ولا أدحر ولا أغيظ من يوم عرفة لما يرى من نزول الرحمة إلا ما رأى يوم بدر» [١]. وأما قوله (إِنِّي أَخافُ اللهَ) فقد قيل : إنه لما رأى جبريل خافه ، وقيل : لما رأى الملائكة ينزلون من السماء خافهم لأنه ظن أن الوقت الذي أنظر إليه قد حضر. قال قتادة : صدق في قوله (إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ) وكذب في قوله : (إِنِّي أَخافُ اللهَ) وقوله (وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ) يجوز أن يكون من بقية حكاية كلام إبليس ، ويجوز أن يكون اعتراضا وظرفه (إِذْ يَقُولُ) أو لا ظرف له و (إِذْ يَقُولُ) ينتصب بذكر على أنه كلام مبتدأ منقطع عما قبله ولهذا فقد العاطف. و (الْمُنافِقُونَ) قوم من الأوس والخزرج بالمدينة (وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) يجوز أن يكون من صفة المنافقين وأن يراد قوم من قريش أسلموا وما قوي الإسلام في قلوبهم ولم يهاجروا. ثم إن قريشا لما خرجوا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : أولئك نخرج مع قومنا فإن كان محمد في كثرة خرجنا إليه ، وإن كان في قلة أقمنا في قومنا ، وقال محمد بن إسحق : ثم قتلوا جميعا مع المشركين يوم بدر. (غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ) قال ابن عباس : معناه أنه خرج بثلاثمائة وثلاثة عشر إلى زهاء ألف وما ذلك إلا لأنهم اعتمدوا على دينهم. وقيل : المراد أن هؤلاء يسعون في قتل أنفسهم رجاء أن يجعلوا أحياء بعد الموت. ثم قال جوابا لهم (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) يكل أمره إليه ويثق بفضله (فَإِنَّ اللهَ عَزِيزٌ) غالب يسلط الضعيف القليل على القوي الكثير (حَكِيمٌ) يوصل العذاب إلى أعدائه والرحمة إلى أوليائه.

التأويل : (وَاعْلَمُوا) يا أهل الجهاد الأكبر (أَنَّما غَنِمْتُمْ) عند رفع الحجب من أنوار المشاهدات وأسرار المكاشفات فلكم أربعة أخماسه تعيشون بها مع الله وتكتمونها عن الأغيار وتنفقون خمسها في الله مخلصا وللرسول متابعا (وَلِذِي الْقُرْبى) يعني الإخوان في


[١] رواه مالك في الموطأ في كتاب الحج حديث ٢٤٥.

نام کتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان نویسنده : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    جلد : 3  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست