responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان نویسنده : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    جلد : 2  صفحه : 337

التأويل : إن في خلق سموات القلوب وأطوارها ، وخلق أرض النفوس وقرارها ، واختلاف ليل البشرية وصفاتها ، ونهار الروحانية وأنوارها ، لآيات لأولي الألباب. الذين عبروا بقدمي الذكر والفكر عن قشر الوجود الجسماني ، ووصلوا إلى لب الوجود الروحاني ، فشاهدوا بعيون البصائر ونواظر الضمائر أن لهم وللعالم إلها قادرا حيا عليما سميعا بصيرا متكلما مريدا باقيا. وإنما نالوا هذه المراتب لأنهم يذكرون الله في جميع الأحوال بالظاهر والباطن ، ويتفكرون في خلق المصنوعات من البسائط والمركبات ، ويقولون ما خلقت هذا باطلا أي خلقته إظهارا للحق على الخلق ، ووسيلة للخلق إلى الحق. سبحانك تنزيها للحق عن الشبه بالخلق ، (فَقِنا) باعد عنا عذاب نار قهرك والبعد عنك ، ففيها كل الخزي والندامة والغواية والضلالة. ثم أخبر عن شرط العبودية في استجلاب فضل الربوبية بقوله : (رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا) من هاتف الحق في الغيب بالسمع الحقيقي مناديا (فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا) أي كما أسمعتنا النداء بالإرادة القديمة لا بسعي منا قبل أن تخلقنا. فاغفر لنا بفضلك ورحمتك. (لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ) بالظاهر والباطن (مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى) على قدر همتكم ورجوليتكم (فَالَّذِينَ هاجَرُوا) عن الأوطان والأوطار والأعمال السيئة والأخلاق الذميمة (وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ) من معاملات الطبيعة وديارها الى عالم الحقيقة بسطوات تجلي صفات الربوبية (وَأُوذُوا فِي) طلبي بأنواع البلاء (وَقاتَلُوا) مع النفس (وَقُتِلُوا) بسيف الصدق (لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ) سيئات وجودهم (وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ) الوصول فيها أشجار التوكل واليقين والزهد والورع والتقوى والصدق والإخلاص والهدى والقناعة والعفة والمروءة والفتوّة والمجاهدة والشوق والذوق والرغبة والرهبة والوفاء والطلب والمحبة والحياء والكرم والشجاعة والعلم والحلم والعزة والقدرة والهمة وغيرها من المقامات والأخلاق (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) أنهار العناية (ثَواباً) من مقام العندية (وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ) لا يكون عند الجنة وغيرها. (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) من علماء الظاهر علماء متقين يكون إيمانه من نتيجة نور الله الذي دخل قلبه ، ويؤمن بما أنزل إليكم من الواردات والإلهامات والكشوف (وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ) من الخواطر الرحمانية (خاشِعِينَ لِلَّهِ) كما قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا تجلى الله لشيء خضع له» (لا يَشْتَرُونَ) بما أوتوا من العلم والحكمة عرض الدنيا (إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) يوصلهم إلى مقام العندية قبل وفاتهم (اصْبِرُوا) على جهاد النفس بالرياضات (وَصابِرُوا) في مراقبة القلب عند الابتلاءات (وَرابِطُوا) الأرواح للوصل بالله (وَاتَّقُوا اللهَ) في الالتفات إلى ما سواه (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) فتفوزوا بالبقاء بالله وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.

نام کتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان نویسنده : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    جلد : 2  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست