وضرهم ، وإنما قلدوا فيها آباءهم كما سيأتى فى حججهم فى سورة الشعراء ، ومن
ثم اتخذوا الأصنام آلهة معبودين لا أربابا مدبرين ، لكنهم اتخذوا الكواكب أربابا
لما لها من التأثير السببى فى الأرض ، فكانوا يعتقدون أن الشمس رب الناس ، والقمر
يدبّر الملوك ويفيض عليهم روح الشجاعة والإقدام وينصر جندهم ويخذل عدوهم ،
ويعتقدون أن (مرداخ) وهو المشترى شيخ الأرباب ورب العدل والأحكام وحافظ الأبواب
التي يدخلها الخصوم لفصل الخصومات ، وأن (رنكال) وهو المريخ رب الصيد وسلطان الحرب
، وأن (عشتار) وهى الزّهرة ربة الغبطة والسرور والسعادة وتمثل بصورة امرأة عارية ،
وأن (نيو) وهو عطارد رب العلم والحكمة.
وجاء إبراهيم
بحجته البالغة ، فحصر العبادة فى فاطر السموات والأرض وحده دون غيره من الوسائل
فقال فى تماثيلهم : «بَلْ
رَبُّكُمْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلى
ذلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ».