أنصبتهم ، وفى هذه الأنصبة يستبين تفضيل الرجال على النساء ـ ذكر هنا أسباب
التفضيل.
الإيضاح
(الرِّجالُ قَوَّامُونَ
عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَبِما أَنْفَقُوا
مِنْ أَمْوالِهِمْ) أي إن من شأن الرجال أن يقوموا على النساء بالحماية
والرعاية ، وتبع هذا فرض الجهاد عليهم دونهنّ ، لأن ذلك من أخص شئون الحماية ،
والرعاية ، وتبع هذا فرض الجهاد عليهم دونهنّ ، لأن ذلك من أخص شئون الحماية ،
وجعل حظهم من الميراث أكثر من حظهن ، لأن عليهم من النفقة ما ليس عليهن.
وسبب هذا أن
الله فضّل الرجال على النساء فى الخلقة ، وأعطاهم ما لم يعطهن من الحول والقوة ،
كما فضلهم بالقدرة على الإنفاق على النساء من أموالهم ، فإن فى المهور تعويضا
للنساء ومكافأة لهن على الدخول تحت رياسة الرجال وقبول القيامة عليهن ، نظير عوض
مالىّ يأخذونه كما قال تعالى : «وَلَهُنَّ
مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ».
والمراد
بالقيام الرياسة التي يتصرف فيها المرءوس بإرادة الرئيس واختياره ، إذ لا معنى
للقيام إلا الإرشاد والمراقبة فى تنفيذ ما يرشد إليه ، وملاحظة أعماله ، ومن ذلك
حفظ المنزل وعدم مفارقته إلا بإذنه ولو لزيارة القربى ، وتقدير النفقة فيه ، فهو
الذي يقدرها بحسب ميسرته ، والمرأة هى التي تنفذ على الوجه الذي يرضيه ، ويناسب
حاله سعة وضيقا.
ولقيام الرجل
بحماية المرأة وكفايتها مختلف شئونها ، يمكنها أن تقوم بوظيفتها الفطرية ، وهى
الحمل والولادة وتربية الأطفال ، وهى آمنة فى سربها ، مكفيّة ما يهمها من أمور
أرزاقها.
ثم فصل حال
النساء فى الحياة المنزلية التي تكون المرأة فيها تحت رياسة الرجل فذكر أنها قسمان
، وأشار إلى معاملتها فى كل حال منهما فقال :