امرؤ مال آخر ظانّا أنه ماله الذي كان قد سرقه أو اغتصبه ثم تبين له أن
المال ليس ماله ، وأن هذا الرجل لم يكن هو الذي أخذ ماله ، فها هنا قد وجد الظلم
دون العدوان.
(وَكانَ ذلِكَ عَلَى
اللهِ يَسِيراً) أي وكان ذلك الإصلاء فى النار يسيرا على الله ، هينا لا
يمنعه منه مانع ، ولا يدفعه عنه دافع ، ولا يشفع فيه إلا بإذنه شافع ، فلا يغترنّ
الظالمون المعتدون بحلمه عليهم فى الدنيا ، وعدم معاجلتهم بالعقوبة ، فيظنوا أنهم
بمنجاة من عقابه فى الآخرة ، ولا يكوننّ كأولئك المشركين الذين قالوا «نَحْنُ أَكْثَرُ
أَمْوالاً وَأَوْلاداً وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ».
الاجتناب : ترك
الشيء جانبا ، والكبائر واحدتها كبيرة ، وهى المعصية العظيمة ، والسيئات واحدتها
سيئة ، وهى الفعلة التي تسوء صاحبها عاجلا أو آجلا ، والمراد بها هنا الصغيرة ،
ونكفر : نغفر ونمح ، ومدخلا كريما : أي مكانا كريما وهو الجنة.
المعنى
الجملي
بعد أن نهى
سبحانه عن أكل أموال الناس بالباطل وعن قتل النفس ، وهما أكبر الذنوب المتعلقة
بحقوق العباد ، وتوعد فاعل ذلك بأشد العقوبات ـ نهى عن جميع الكبائر التي يعظم
ضررها ، وتؤذن بضعف إيمان مرتكبها ، ووعد من تركها بالمدخل الكريم.