يستفتونك : أي
يطلبون منك الفتيا ، يفتيكم : يبين لكم ما أشكل عليكم ، يقال : أفتاء إفتاء وفتيا
وفتوى ، وأفتيت فلانا رؤياه عبّرتها له ، ما كتب لهن : أي ما فرض لهن من الميراث ،
وأن تقوموا : أي تعنوا عناية خاصة ، بالقسط : أي بالعدل ، خافت : أي توقعت ما تكره
بوقوع بعض أسبابه ، أو ظهور بعض أماراته ، نشوزا : ترفعا وتكبرا ، إعراضا : ميلا
وانحرافا ، فلا جناح : أي لا إثم ولا حرج ، أحضرت الأنفس الشحّ : أي إن الشح حاضر
لها لا يغيب عنها ، المعلّقة التي ليست مطلّقة ولا ذات بعل ، من سعته : من غناه ،
واسعا : غنيّا.
المعنى
الجملي
كان الكلام أول
السورة فى الأحكام المتعلقة بالنساء واليتامى والقرابة ، ومن قوله : واعبدوا الله
إلى هنا فى أحكام عامة فى أسس الدين وأصوله وأحوال أهل الكتاب والمنافقين والقتال ـ
ثم عاد الكلام هنا إلى أحكام النساء لشعور الناس بالحاجة إلى زيادة البيان فى تلك
الأحكام ، فالآيات السالفة أوجبت مراعاة حقوق الضعيفين : المرأة واليتيم وجعلت
للنساء حقوقا مؤكدة فى المهر والإرث ، وحرمت ظلمهن ، وأباحت تعدد الزوجات وحددت
العدد الذي يحل منهنّ حين الخوف من عدم الظلم ، ولكن ربما يحدث لهم الاشتباه فى
بعض الوقائع المتعلقة بها كأن يقع الاشتباه فى حقيقة العدل الواجب بين النساء ، هل
يدخل العدل فى الحب أو فى لوازمه من زيادة الإقبال على المحبوبة والتبسط فى
الاستمتاع بها أولا ، وهل يحل للرجل أن يمنع اليتيمة ما كتب الله لها من الإرث حين
يرغب فى نكاحها؟ وبماذا يصالح امرأته إذا أرادت أن تفتدى منه؟ ـ كل هذا مما تشتد
الحاجة إلى معرفته بعد العمل بتلك الأحكام ، فمن ثم جاءت هذه الآيات مبينة أتم
البيان لذلك.