عفا عنكم : أي تاب عليكم ، تصعدون : أي تذهبون فى الأرض وتبعدون ، يقال
أصعدنا من مكة إلى المدينة أي ذهبنا ، ولا تلوون على أحد : أي لا تلتفتون إلى أحد
من شدة الهرب ، يقال فلان لا يلوى على شىء أي لا يعطف عليه ولا يبالى به ، فى
أخراكم : أي فى آخركم ، يقال جئت فى آخر الناس ، وفى أخراهم ، وفى أخرياتهم ،
فأثابكم : أي جازاكم ، الغم : ألم أو ضيق فى الصدر يكون من الأمر الذي يسوء
الإنسان ولا يدرى المخرج منه ، والأمنة : الأمن وهو ضد الخوف ، يغشى : يغطى ويستر
، يقال غشيه النعاس أو النوم أي غطاه كما يلقى الستر على الشيء : لبرز : أي لخرج
لسبب من الأسباب ، إلى مضاجعهم : أي مصارعهم التي قدر قتلهم فيها ، وذات الصدور
السرائر ، والجمعان جمع المؤمنين وجمع المشركين ، استزلهم أي أوقعهم فى الزلل
والخطيئة ، ببعض ما كسبوا : أي بسبب بعض الذنوب التي اقترفوها ، فمنعوا من التأييد
الإلهى.
المعنى
الجملي
روى ابن جرير
عن السّدى قال : لما برز رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين بأحد أمر
الرماة فقاموا بأصل الجبل فى وجوه خيل المشركين وقال لهم : لا تبرحوا مكانكم إن
رأيتمونا قد هزمناهم ، فإنا لن نزال غالبين ما ثبتم مكانكم ، وأمّر عليهم عبد الله
بن جبير ، ثم إن طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين قام فقال : يا معشر أصحاب محمد
، إنكم تزعمون أن الله يعجلنا بسيوفكم إلى النار ، ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة ،
فهل منكم أحد يعجله الله بسيفى إلى الجنة ، أو يعجلنى بسيفه إلى النار؟ فقام إليه
على بن أبى طالب فقال : والذي نفسى بيده لا أفارقك حتى يعجلك الله بسيفى إلى النار
، أو يعجلنى بسيفك إلى الجنة ، فضربه علىّ فقطع رجله فسقط فانكشفت عورته فقال :
أنشدك الله والرحم يا ابن عم فتركه ، فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال
أصحاب علىّ له : ما منعك أن تجهز عليه؟ قال إن ابن عمى ناشدنى حين انكشفت عورته
فاستحييت منه ، ثم شد الزبير بن العوام والمقداد