غدا : خرج غدوة
ـ والغدوة والغداة : ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس ـ وتبوىء أي تهيىء وتسوّى ،
والمقاعد واحدها مقعد : مكان القعود والمراد المواطن والمواقف ، والهم : حديث
النفس وتوجهها إلى الشيء ، والطائفتان الجماعتان : وهما بنو سلمة وبنو حارثة من
الأنصار أن تفشلا : أي تضعفا وتجبنا ، وليهما : أي ناصرهما ، والتوكل : من وكل
فلان أمره إلى فلان إذا اعتمد عليه فى كفايته ولم يتوله بنفسه ، والأذلة : واحدهم
ذليل ، وهو من لا منعة له ولا قوة ، وقد كانوا قليلى العدة من السلاح والدواب
والزاد ، والكفاية : سد الحاجة وفوقها الغنى ، والإمداد : إعطاء الشيء حالا بعد
حال ، بلى : كلمة للجواب كنعم ، لكنها لا تقع إلا بعد النفي وتفيد إثبات ما بعده ،
والفور : الحال التي لا بطء فيها ولا تراخى ؛ فمعنى من فورهم : أي من ساعتهم بلا
إبطاء ، ومسومين (بكسر الواو) من قولهم سوّم على القوم : أي أغار عليهم ففتك بهم ،
وقيل من التسويم بمعنى إظهار سيما الشيء وعلامته : أي معلمين أنفسهم أو خيلهم ،
وطرفا : أي طائفة وقطعة منهم ، ويكبتهم من الكبت : وهو شدة الغيظ ، أو الوهن الذي
يقع فى القلب.
استطراد
دعت إليه الحاجة
من هذه الآيات
إلى ستين آية بعدها نزلت فى غزوة أحد ، فوجب ذكر طرف من أخبار هذه الواقعة ليستعين
به القارئ على فهمها ، ويعرف مواقع أخبارها ، ويستيقن من حكمها وأحكامها.
ولكن عليك أن
تعرف قبل هذا ، أن قريشا اغتاظت من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى
المدينة ، وحقدوا على أهلها إيواءهم للمسلمين ، وتهددوهم ، فكان لا بد من
الاستعداد للدفاع ، وقد صار النبي صلى الله عليه وسلم داعية للدين ، ورئيسا لحكومة
المدينة ، وقائدا لجيشها.