وسمى نفسه شاكرا فى قوله : «فَإِنَّ اللهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ» حسن أن يعبر عن عدم الإثابة بالكفر.
وهذه الجملة
جاءت ردا على اليهود الذين قالوا لمن أسلم منهم : أنتم خسرتم بسبب هذا الإيمان ،
وإشارة إلى أنهم فازوا بالسعادة العظمى ، والدرجات العليا.
وفيها تعظيم
لهم ليزيل من صدورهم أثر كلام أولئك الأوغاد.
(وَاللهُ عَلِيمٌ
بِالْمُتَّقِينَ) فهو يجزى العاملين بحسب ما يعلم من أحوالهم ، وما تنطوى
عليه سرائرهم.
فمن كان إيمانه
صحيحا واتقى الله فاز بالسعادة.
وهذا كالدليل
على ما قبله ، لأن عدم الإثابة إما للسهو والنسيان ، وإما للجهل ، وذلك ممتنع فى
حقه ، لأنه عليم بكل شىء ، وإما للعجز أو البخل أو الحاجة ، وكل ذلك محال عليه ،
لأنه خالق جميع الكائنات ، وهو القادر على كل شىء.