الأمة :
الجماعة المؤلفة من أفراد لهم رابطة تضمهم ، ووحدة يكونون بها كالأعضاء فى بنية
الشخص ، والخير : ما فيه صلاح الناس فى الدين والدنيا ، والمعروف : ما استحسنه
الشرع والعقل ، والمنكر ضده ، وابيضاض الوجوه : عبارة عن المسرة ، واسودادها :
عبارة عن المساءة ، وعلى هذا جاء قوله : «وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ
وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ». بالحق : أي بالأمر الذي له ثبوت وتحقق ولا مجال فيه
للشبهات ، والظلم لغة وعرفا : وضع الشيء فى غير موضعه ، إما بنقصان أو بزيادة ،
وإما بعدول عن وقته أو مكانه.
المعنى
الجملي
بعد أن أمر
الله سبحانه المؤمنين فيما سلف بتكميل أنفسهم وتزكيتها مما يشوبها من الأدناس
والأرجاس ، بالعمل بتقوى الله ، والمحافظة على إخلاص الوجه له حتى الممات ،
والاعتصام بحبله المتين باتباع كتابه ، والجري على سنة رسوله ، إذا اختلفت الأهواء
، وتضاربت الآراء.
أمرهم هنا
بتكميل غيرهم من أفراد الأمة ، وحثهم على اتباع أوامر الشريعة ، وترك نواهيها ،
تثبيتا لهم جميعا على مراعاة ما فيها من الأحكام ، والمحافظة على ما فيها من
الشرائع والنواميس ، وأن يكون فى نفوس أفرادها من حب الخير والحدب على ما فيه
المصلحة لمجموعها ، ما يكون لحب الفرد لمصلحته ، وبذا تكون بينهم رابطة تجمعهم فى
طلاب الخير لهم جميعا ، حتى تكون الأمة كأنها جسد واحد كما ورد