الآخر ، لآيات : لأدلة على وجود الله وقدرته ، الألباب واحدها لب : وهو
العقل ، قياما وقعودا واحدهما قائم وقاعد ، باطلا أي عبثا لا فائدة منه ، سبحانك
أي تنزيها لك عما لا يليق بك ، قنا عذاب النار : أي اجعل العمل الصالح وقاية لنا
من عذاب النار ، ويقال أخزاه : أي أذله وأهانه ، الذنب : هو التقصير فى المعاملة
بين العبد وربه ، والسيئة : هى التقصير فى حقوق العباد ومعاملة الناس بعضهم بعضا ،
وتوفنا : أي أمتنا ، والأبرار وأحدهم بارّ : وهو المحسن فى العمل ، على رسلك : أي
على تصديق رسلك ، والميعاد : الوعد ، استجاب : أي أجاب ، لا أضيع عمل عامل : أي لا
أترك ثوابه ، بعضكم من بعض : أي مختلطون متعاونون ، فى سبيلى : أي بسبب طاعتى وعبادتى
ودينى.
المعنى
الجملي
قال الرازي :
اعلم أن المقصود من هذا الكتاب الكريم جذب القلوب والأرواح من الاشتغال بالخلق إلى
الاستغراق فى معرفة الحق ، فلما طال الكلام فى تقرير الكلام والجواب عن شبهات
المبطلين ، عاد إلى إثارة القلوب بذكر ما يدل على التوحيد والألوهية والكبرياء
والجلال فذكر هذه الآية.
وروى الطبراني
وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال : أتت قريش اليهود فقالوا بم جاءكم موسى من الآيات؟
فقالوا عصاه ويده بيضاء للناظرين ، وأتوا النصارى فقالوا كيف كان عيسى؟ قالوا كان
يبرىء الأكمه والأبرص ويحيى الموتى. فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا ادع
لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهبا ، فدعا ربه فنزلت هذه الآية : إن فى خلق السموات إلخ
فليتفكروا فيها.
الإيضاح
(إِنَّ فِي خَلْقِ
السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي
الْأَلْبابِ) أي إن فى نظام السموات والأرض وبديع تقديرهما وعجيب
صنعهما ، وفى اختلاف الليل والنهار وتعاقبهما بنظام دقيق طوال العام ، نرى آثاره
فى أجسامنا وعقولنا بتأثير