وكرر الخطاب
بيا أهل الكتاب ، لأن المقصد التوبيخ على ألطف الوجوه ، وهذا أقرب إلى التلطف في
صرفهم عن طريق الضلال والإضلال ، وأدل على النصح لهم ، والإشفاق عليهم.
والآية الأولى
لكفهم عن الضلال ، والثانية لكفهم عن الإضلال.
اعتصم بالشيء :
تمسك به فمنع نفسه من الوقوع في الهلاك كما قال تعالى حكاية عن زليخا «وَلَقَدْ راوَدْتُهُ
عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ» والتقاة : التقوى كالتؤدة من اتأد ، والحق : من حق الشيء ؛ بمعنى وجب
وثبت ، والأصل اتقاء حقا ، وحبل الله : كتابه من اعتصم به كان مستمسكا بأقوى سبب ،
متحرزا من السقوط في قعر جهنم ، وشفا الحفرة : طرفها ، وبه يضرب المثل في القرب من
الهلاك ، فيقال أشفى على الهلاك ، أي وصل إلى شفاه.