(٤) (وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً) أي وجعلنا نومكم فى الليل قطعا للمتاعب التي تكابدونها
فى النهار ، سعيا فى تحصيل أمور المعاش ، فالمشاهد أن فى نوم بضع ساعات فى الليل
راحة للقوى من تعبها ، ونشاطا لها من كسلها ، وإعادة لما فقد منها ، ولو لا ذلك
لنفدت القوى ، وانقطع المرء عن العمل فى شئون الحياة المختلفة.
(٥) (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً) أي وجعلنا الليل بظلامه ساترا للأجسام ومغطيا لها
كاللباس الذي يغطى الجسم ويستره. ووجه المنة فى ذلك ـ أن ظلمته تستر الإنسان عن
العيون إذا أراد هربا من عدوه أو إخفاء لما لا يحب أن يطلع عليه غيره ، ولله درّ
المتنبي :
(٦) (وَجَعَلْنَا النَّهارَ
مَعاشاً) أي وجعلناه وقتا لتحصيل أسباب المعاش ، لأن الناس
يتقلبون فيه فى حوائجهم ومكاسبهم.
(٧) (وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً) أي سبع سموات قوية الأسر ، محكمة النسج والوضع ، لا
يؤثر فيها كرّ الغداة ولا مر العشى ، ليس بها تصدّع ولا فطور.
(٨) (وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً) أي وأنشأنا الشمس سراجا متلألئا بالغا الغاية فى الضوء
والحرارة.
[١] المانوية :
طائفة تعتقد أن الخير من النهار والشر من الليل.