ران على قبله :
أي غطى عليه ، قال الزجاج : الرين كالصدإ يغشى القلب كالغيم الرقيق. وقال أبو
عبيدة : ران على قلوبهم غلب عليها ، قال الفرّاء : كثرت منهم المعاصي والذنوب ،
فأحاطت بقلوبهم فذلك الرين عليها ، لمحجوبون : أي لمطرودون عن أبواب الكرامة ،
لصالوا الجحيم : أي لداخلوا النار وملازموها.
المعنى
الجملي
بعد أن ذكر
أنهم قالوا : إن القرآن أساطير الأولين وليس وحيا من عند الله ـ أردف ذلك بيان أن
الذي جرأهم على ذلك هى أفعالهم القبيحة التي مرنوا عليها ، فعمّيت عليهم وجوه
الآراء حتى صاروا لا يميزون بين الأسطورة والحجة الدامغة.
ثم ردّ عليهم
فرية كانوا يقولونها ، ويكثرون من تردادها ـ وهى إن كان ما يحدّث به محمد صحيحا
فنحن سنكون فى منزلة الكرامة عند ربنا ، فأبان لهم أنهم كاذبون ، فإنهم سيطردون من
رحمته ولا ينالون رضاه ، ثم يؤمر بهم إلى النار فيدخلونها ويصلون سعيرها ، ويقال
لهم هذا العذاب جزاء ما كنتم به تكذبون مما أوعدكم به الرسول.
الإيضاح
(كَلَّا) زجر لكل معتد أثيم يقول الزور ويزعم أن القرآن أساطير
الأولين.