كما يعيش سائر الحيوان ، ويموت كما يموت الوحش وصغار الذرّ ، وإنما الذي
يليق بعقله وقوة نفسه أن تكون له حياة أبدية لا حد لها ، ولا فناء بعدها ، يوفّى
فيها كل ذى حق حقه ، وكل عامل جزاء عمله.
كلا : كلمة
تفيد نفى شىء قد تقدم وتحقيق غيره ، والدين : الجزاء ، حافظين أي يحصون أعمالكم
خيرا كانت أو شرا ، والأبرار : واحدهم برّ ، وهو من يفعل البر (بكسر الباء) ويتقى
الله فى كل أفعاله ، والفجار : واحدهم فاجر ، وهو التارك لما شرعه الله وحدّه
لعباده ، يصلونها : أي يقاسون حرها ، يوم الدين : أي يوم الجزاء ، ما أدراك : أي
ما أعلمك وعرفك.
المعنى
الجملي
بعد أن ذكر أن
من دلائل نعمه على الإنسان خلقه على أحسن صورة. وأن ذلك يدل على أن له حياة أخرى
غير هذه الحياة : فيها يجازى بما عمل من خير أو شر ـ أعقب هذا بيان أنه لا شىء
يمنعه عن التصديق بهذا اليوم إلا العناد