أي بالأفق الواضح ، وضنين : أي بخيل ، رجيم : أي مرجوم مطرود من رحمة الله
، فأين تذهبون : أي أىّ مسلك تسلكون وقد قامت عليكم الحجة ، أن يستقيم : أي على
الطريق الواضح.
المعنى
الجملي
بعد أن ذكر من
أحوال يوم القيامة وأهوالها ما ذكر ، وبيّن أن الناس حينئذ يقفون على حقائق
أعمالهم فى النشأة الأولى ، ويستبين لهم ما هو مقبول منها وما هو مردود عليهم ـ أردف
ذلك بيان أن ما يحدّثهم به الرسول صلى الله عليه وسلم هو القرآن الذي أنزل عليه
وهو آيات بينات من الهدى ، وأن ما رميتموه به من المعايب كقولكم : إنه ساحر أو
مجنون ، أو كذاب ، أو شاعر ما هو إلا محض افتراء ، وأن لجاجكم فى عداوته وتألّبكم
عليه ما هو إلا عناد واستكبار ، وأنكم فى قرارة نفوسكم عالمون حقيقة أمره ، ودخيلة
دعوته.
الإيضاح
(فَلا أُقْسِمُ) تقدم أن قلنا إن هذه عبارة للعرب فى القسم تريد بها
تأكيد الخبر كأنه فى ثبوته وظهوره لا يحتاج إلى قسم ، وكأنه يقول : أنا لا أقسم
بكذا وكذا على إثبات ما أذكره ، ولا على وجوده فهو واضح جلىّ ليس فى حاجة إلى
الحلف ؛ والمراد به القسم المؤكد.
(بِالْخُنَّسِ.
الْجَوارِ الْكُنَّسِ) أي بالكواكب جميعها ، وهى تخنس بالنهار فتغيب عن العيون
، وتكنس بالليل : أي تطلع فى أماكنها كالوحش فى كنسها ؛ وقد أقسم بها سبحانه ، لما
فى حركاتها وظهورها طورا واختفائها طورا آخر من الدلائل على قدرة مصرّفها ، وبديع
صنعه ، وإحكام نظامه.