وفتح الشين) وهى الناقة التي مضى على حملها عشرة أشهر ، وهى أكرم مال لدى
المخاطبين وقت التنزيل ، قال الأعشى فى المدح :
هو الواهب
المائة المصطفا
ة إما مخاضا
وإما عشارا
وتعطيلها :
إهمالها وذهابها حيث تشاء ، لعظم الهول وشدة الكرب ، حشرت : أي ماتت وهلكت ،
وتسجير البحار : تفجير الزلزال ما بينها حتى تختلط وتعود بحرا واحدا ، زوّجت : أي
قرنت الأرواح بأجسادها ، الموءودة : هى التي دفنت وهى صغيرة ، وقد كان ذلك عادة
فاشية فيهم فى الجاهلية ، وكان ذوو الشرف منهم يمنعون من هذا حتى افتخر بذلك
الفرزدق فقال :
ومنا الذي
منع الوائدات
وأحيا الوئيد
فلم توءد
يريد جدّه
صعصعة ، وكان يشتريهن من آبائهن ، فجاء الإسلام وقد أحيا سبعين موءودة ، والمراد
بالصحف صحف الأعمال التي تنشر على العباد حين يقفون للحساب ، كشطت : أي كشفت
وأزيلت عما فوقها كما يكشط جلد الذبيحة عنها ، سعرت : أي أوقدت إيقادا شديدا ،
أزلفت : أي أدنيت من أهلها وقربت منهم ، ما أحضرت : أي ما أعدّ لها من خير أو شر.
المعنى
الجملي
بدأ سبحانه هذه
السورة الكريمة بذكر يوم القيامة ، وما يكون فيه من حوادث عظام ، ليفخّم شأنه ،
وبين أنه حين تقع هذه الأحداث تعلم كل نفس ما قدمت من عمل خير أو شر ، ووجدت ذلك
أمامها مائلا ، ورأت ما أعدّ لها من جزاء وتمنت إن كانت من أهل الخير أن لو كانت
زادت منه ، وإن كانت من أهل الشر أن لو لم تكن فعلته ، واستبان لها أن الوعيد الذي
جاء على ألسنة الرسل كان وعيدا صادقا ، لا تهويل فيه ولا تضليل.