والتصديق ، كوجود الله ووحدانيته ، وبعثه الرسل مبشرين ومنذرين ، والتصديق
بحياة أخرى يعرض الناس فيها على ربهم للجزاء ، يدعّ اليتيم : أي يدفعه ويزجره زجرا
عنيفا كما جاء فى قوله : «يَوْمَ
يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا» يحض : أي يحث ويدعو الناس إلى ذلك ، يراءون : أي
يفعلون بقدر ما يرى الناس أنهم يفعلون ذلك من غير أن تستشعر قلوبهم خشية الله بها
؛ وحقيقة الرياء طلب ما فى الدنيا بالعبادة وطلب المنزلة فى قلوب الناس ، ويكون
فعل ذلك على ضروب (١) بتحسين السمت مع إرادة الجاه وثناء الناس.
(٢) بلبس
الثياب القصار أو الخشنة ليأخذ بذلك هيبة الزهاد فى الدنيا.
(٣) بإظهار
السخط على الدنيا ، وإظهار التأسف على ما يفوته من فعل الخير.
(٤) بإظهار
الصلاة والصدقة ، أو بتحسين الصلاة لرؤية الناس له.
والماعون : ما
جرت العادة بأن يسأله الفقير والغنى كالقدر والدلو والفأس.
وقال جار الله
: ولا يكون الرجل مرائيا بإظهار العمل الصالح إن كان فريضة ، فمن حق الفرائض الإعلان
بها وتشهيرها
لقوله عليه
الصلاة والسلام : «ولا غمّة فى فرائض الله»
لأنها أعلام
الإسلام ، وشعائر الدين ، ولأن تاركها يستحق الذم والمقت ، فوجب إماطة التهمة
بالإظهار ، وإن كان تطوعا فحقه أن يخفى ، لأنه مما لا يلام بتركه ولا تهمة فيه ،
فإن أظهره قاصدا الاقتداء به كان جميلا ، وإنما الرياء أن يقصد بالإظهار أن تراه
الأعين فيثنى عليه بالصلاح ، وعن بعضهم أنه رأى رجلا فى المسجد قد سجد سجدة الشكر
وأطالها فقال : ما أحسن هذا لو كان فى بيتك؟
وإنما قال هذا
لأنه توسم فيه الرياء والسمعة.
على أن اجتناب
الرياء صعب إلا على المرتاضين بالإخلاص ، ومن ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: «الرياء أخفى من ديب النملة السوداء فى الليلة الظلماء على المسح الأسود» ا ه.