responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 30  صفحه : 242

ليغلبوا بعض عباده على أمرهم ، ويصلوا إليهم بشرّ وأذى ، فأهلكهم الله ، وردّ كيدهم ، وأبطل تدبيرهم ، بعد أن كانوا فى ثقة بعددهم وعددهم ولم يفدهم ذلك شيئا.

قصص أصحاب الفيل كما رواه أرباب السير

حادث الفيل معروف متواتر لدى العرب ، حتى إنهم جعلوه مبدأ تاريخ يحددون به أوقات الحوادث ، فيقولون : ولد عام الفيل ، وحدث كذا لسنتين بعد عام الفيل ، ونحو ذلك.

وخلاصة ما أجمع عليه رواتهم ـ أن قائدا حبشيا ممن كانوا قد غلبوا على اليمن أراد أن يعتدى على الكعبة المشرّفة ويهدمها ، ليمنع العرب من الحج إليها ، فتوجه بجيش جرار إلى مكة ، واستصحب معه فيلا أو فيلة كثيرة زيادة فى الإرهاب والتخويف ولم يزل سائرا يغلب من يلاقيه ، حتى وصل إلى «المغمّس» وهو موضع بالقرب من مكة ، ثم أرسل إلى أهل مكة يخبرهم أنه لم يأت لحربهم ، وإنما جاء لهدم البيت ، ففزعوا منه ، وانطلقوا إلى شعف الجبال ينظرون ما هو فاعل.

وفى اليوم الثاني فشا فى جند الحبشي داء الجدرىّ والحصبة ، قال عكرمة : وهو أول جدرىّ ظهر ببلاد العرب ، ففعل ذلك الوباء بأجسامهم ما يندر وقوع مثله ، فكان لحمهم يتناثر ويتساقط ، فذعر الجيش وصاحبه وولّوا هاربين ، وأصيب الحبشي ولم يزل لحمه يسقط قطعة قطعة ، وأنملة أنملة ، حتى انصدع صدره ومات فى صنعاء.

الإيضاح

(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ؟) أي ألم تعلم الحال العجيبة والكيفية الهائلة الدالة على عظم قدرة الله تعالى وكمال علمه وحكمته ، فيما فعل بأصحاب الفيل الذين قصدوا هدم البيت الحرام ، فتلك حال قد جاءت على غير ما يعرف من

نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 30  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست