المراد
بالإنسان : أي فرد من هذا النوع ، يطغى : أي يتكبر ويتمرد : استغنى : أي صار ذا
مال وأعوان يغنى بهما ، والرجعى والمرجع والرجوع : المصير والعودة ، أرأيت : أي
أخبرنى ؛ والمراد من الاستخبار إنكار الحال المستخبر عنها وتقبيحها على نحو ما جاء
فى قوله تعالى : «أَرَأَيْتَ
الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ؟» والسفع : الجذب بشدة والناصية : شعر الجبهة ؛ والمراد
بذلك القهر والإذلال بأشد أنواع العذاب ، والنادي : المكان الذي يجتمع فيه القوم ،
ولا يسمى ناديا حتى يكون فيه أهله قال زهير :
وفيهم مقامات
حسان وجوههم
وأندية
ينتابها القول والفعل
والزبانية :
واحدهم زبنية (بكسر فسكون) وزبنى (بالكسر) ، والمراد بهم الملائكة الذين أقامهم الله
على تعذيب العصاة من خلقه.
المعنى
الجملي
بعد أن ذكر
سبحانه فى مطلع السورة دلائل التوحيد الظاهرة ، ومظاهر القدرة الباهرة ، وعلامات
الحكمة ، ودقة الصنع ، وكان ذلك كله بحيث يبتعد من العاقل ألا يلتفت إليه ، أتبعه
جل شأنه ببيان السبب الحقيقي فى طغيان الإنسان وتكبر وتماديه ، وهو حبه للدنيا ،
واشتغاله بها ، وجعلها أكبر همه ، وذلك يعمى قلبه ، ويجعله يغفل عن خالقه ، وما
يجب له في عنقه من إجلال وتعظيم ، وقد كان ينبغى أن يكون حين الغنى والميسرة ،
وكثرة الأعوان ، واتساع الجاه ، أشد حاجة إلى الله